وفي تفسير القرطبي: قال أبو سليمان الداراني: من أراد أن يسأل الله حاجة فليبدأ بالصلاة على النبي ﷺ ثم يسأل الله حاجته، ثم يختم بالصلاة على النبي ﷺ فإن الله تعالى يقبل الصلاتين وهو أكرم من أن يرد ما بينهما. وروى سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: الدعاء يُحْجَبُ دون السماء حتى يصلي على النبي ﷺ فإذا جاءت الصلاة على النبي ﷺ رفع الدعاء. انتهى.
وقوله: (بالهدى) الهدى هو اسم من أسماء القرآن الكريم، قال تعالى: ﴿هُدىً وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ﴾ [لقمان: ٣]، وقال: ﴿هُدىً وَبُشْرَى﴾ [النمل: ٢]، ولعل الناظم أراد بالهدى كل ما أتى به النبي ﷺ على وجه العموم، وهو أولى لأنه يجمع القرآن والسنة وعاداته صلى الله عليه وسلم. والله أعلم.

وبعد فذا جمع لبعض مشابه من ألفاظ قرآن على قارئ جلا
نحوت بها نحو السخاوي وغالبًا أزيد زيادات يدين لها الحجا
قوله: (وبعد) هي لفظة يؤتى بها عند الانتقال من موضوع لآخر، وقيل: هي لفظة يؤتى بها للدخول في موضوع الكلام، وهو الصحيح.
قوله: (فذا) اسم إشارة للواحد.
قوله: (جَمْع) هو من جَمَعَ جَمْعًا كمَنَعَ مَنْعًا. والجمع هو تأليف المتفرق. ذكره في القاموس.
قوله: (لبعض مشابه) المشابه هو من شابه، قال في القاموس: تشابها واشتبها: أشبه كل منهما الآخر حتى التبسا. انتهى.
قوله: (من ألفاظ) ألفاظ جمع لَفْظ وهو من لَفِظَ بالكلام أي نطق به.
قوله: (قرآن) هو مصدر قرأ، وهو كلام الله عز وجل، تكلم به حقيقة، فهو كلام الله تعالى المنزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، المُتعَبَّد بتلاوته، والمأمور باتباعه، وفضل تلاوته معلوم مشهور، لا يسع هذا المقام ذكره.
وقوله: (قارئ) اسم فاعل من قرأ.
وقوله: (جلا) أي ظهر.


الصفحة التالية
Icon