ويبقى أربعة مواضع فيها (ما كسبت) بدون الباء في (ما) وهي بالبقرة في ﴿وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ﴾[البقرة: ٢٨١]، وبآل عمران في ﴿وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ﴾ [آل عمران: ١٦١]، وفي ﴿فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ﴾ [آل عمران: ٢٥]، وبإبراهيم في ﴿لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾ [إبراهيم: ٥١].
وقوله: (وما عملوا بها ونحل أتى مع سيئات ولا سوى) أي: وقل (ما عملوا) بعد لفظ (سيئات) بالجاثية في ﴿وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ. وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ﴾ [الجاثية: ٣٣، ٣٤]، وبالنحل في ﴿فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ. وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا﴾
[النحل: ٣٤، ٣٥]
فيكون المتشابه مع هذين الموضعين فيه (سيئات ما كسبوا) وذلك بالزمر في ﴿وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ. فَإِذَا مَسَّ الإِنْسَانَ﴾ [الزمر: ٤٨، ٤٩]، وفي ﴿فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَؤُلاءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ﴾ [الزمر: ٥١].
وقد يشتبه مع ما ذكر موضع (سيئات ما مكروا) بغافر في ﴿فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ﴾ [غافر: ٤٥]. والله أعلم.
بمريم جبارًا عصيًا مقدم | وقل رحمة من عندنا حرف الأنبيا |