قوله: (بمريم جبارًا عصيًا مقدم) أي: وقل (جبارًا عصيًا) بأول موضعي مريم وذلك في ﴿وَبَرّاً بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّاراً عَصِيّاً﴾ [مريم: ١٤]، أما الموضع التالي له فقل فيه (جبارًا شقيًا) وذلك في ﴿وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً﴾
[مريم: ٣٢]
وقوله: (وقل رحمة من عندنا حرف الأنبيا) أي: وقل (رحمة من عندنا) بالأنبياء في ﴿وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ﴾[الأنبياء: ٨٤].
فيكون المتشابه مع هذا الموضع فيه (رحمة منا) وذلك بصاد في ﴿وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لأُولِي الأَلْبَابِ﴾ [ص: ٤٣].
وقوله: (حرف الأنبيا) أراد موضع الأنبياء، والحرف هو طرف الشيء ويستعمل بمعان أخرى مثل (حرف نافع) أي قراءة نافع التي قرأ بها ومثل قوله صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف)). والله أعلم.

وفي عنكبوت الأنبيا فاعبدون قل وإن جاهداك اقرأ بلقمان مع على
قوله: (وفي عنكبوت الأنبياء فاعبدون قل) أي: وقل (فاعبدون) بعد (فإياي) بالفاء بالعنكبوت في ﴿يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ﴾
[العنكبوت: ٥٦]
وأقرب ما يتشابه مع هذا الموضع ما فيه (فإياي فارهبون) وذلك بالنحل في ﴿وَقَالَ اللَّهُ لا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ﴾[النحل: ٥١]. والله أعلم.
وقل (فاعبدون) بالأنبياء في ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ. وَتَقَطَّعُوا﴾ [الأنبياء: ٩٢، ٩٣].
فيكون المتشابه مع هذا الموضع فيه (فاتقون) وهو بالمؤمنين في ﴿وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ. فَتَقَطَّعُوا﴾ [المؤمنون: ٥٢، ٥٣].


الصفحة التالية
Icon