(أما بعد) فيقول العبد الفقير إلى رحمة الخبير البصير. على الضباع ذو العجز والتقصير: إن من أجل علوم القرآن. التي هي أجمل ما تحلى به الإنسان. علم رسمه على ما جاء في مصاحف سيدنا عثمان. وفن ضبطه الذي به يزول اللبس عن حروفه فتتبين به غاية البيان. (كيف لا) وقد تصدى لتدوين أصولها كثير من جهابذة متقدمي أئمة الأمة. حيث جمعوا مباحثهما وبذلوا في تحريرها كل همة. وقد صنفوا في ذلك مصنفات بديعة جليلة، كالمقنع والمحكم والتنزيل والتبيين والمنصف والعقيلة. فصارت أصولا يرجع المؤلفون بعدهم إليها. ويعتمد الناس في رسم مصافحها عليها ولصعوبة الحصول في هذا الأزمان على تلك المصنفات الطريفة. ولعزة رواتها وقصور الهمم عن الإطلاع على ما فيها من الدقائق اللطيفة. ولما منّ به سبحانه وتعالى علىّ من التوفيق لعمل المصحف لكثير من البلدان الإسلامية في هذا العصر. تحت إشراف مشيختي الجامع الأزهر والمقارىء المصرية أبقاهما الله تعالى حصنا واقيا للقرآن وعلومه وقرائه مدى الدهر. ومتع الأمة الإسلامية وخصوصا أخل مصر بحياة رئيسيهما الجليلين، العالمين العاملين. مولانا الأستاذ الأكبر صاحب الفضيلة الشيخ محمد مصطفى المراغي شيخ جامع الأزهر. وأستاذنا الكواكب السار، صاحب الفضيلة الشيخ محمد على الحسيني المعروف بالحداد شيخ القراء والمقارى حفظهما الله تعالى آمين -في ظل حضرة صاحب الجلالة الملك ((فاروق الأول)) ملك مصر المعظم حرسه الله تعالى وأيد ملكه آمين آمين