وكان دأب الصحابة رضي الله عنهم في حياته ﷺ المبادرة إلى حفظ القرآن وتصحيحه وتتبع وجزه قراءاته. ومنهم من كتب الآيات أو السور. ومنهم من كتب جميعه وحفظه كله: كأبي بكر. وعثمان. وعلي. وطلحة. وسعد. وابن مسعود. وحذيفة. وسالم مولى أبي حذيفة، و أبي هريرة، وابن عمر، وابن عباس، وعمرو بن العاص، وابنه عبد الله، و معاوية، وابن الزبير، وعبد الله بن السائب، وعائشة، وحفصة، وأم سلمة، وهؤلاء من المهاجرين، وكأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبي الدراء، وأبي زيد: ومجمّع بن حارث، وأنس بن مالك، وهؤلاء من الأنصار وكلهم جمعوا القرآن على عهد النبي ﷺ ((فأن قيل)) إذا كان هؤلاء كلهم جمعوا القرآن على عهد النبي ﷺ فكيف الجمع بين هذا وبين قول أنس رضي الله عنه: جمع القرآن على رسول الله ﷺ بين أربعة (وفي رواية عنه) لم يجمعه إلا أربعة: أبيّ، ومعاذ وزيد بن ثابت، وأبو زيد (وفي رواية) وأبو الدراء ((فالجواب)) أن الرواية الأولى لا تتنافى ما قلناه لعدم الحصر فيها. وأما الرواية الثانية فلا يصح حملها على ظاهرها لانتقاضها بمن ذكروا: فلا بد من تأويلها بأنه يجمعه بوجوه قراءاته. أو لم يجمعه تلقيا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. أو لم يجمعه عنده شيئاً بعد شيء كلما نزل حتى تكامل نزوله ألا هؤلاء
(كتاب الوحي)
بلغت عدة كتابه عليه الصلاة والسلام ثلاثة وأربعين أو أربعة وأربعين رجلا على ما في كتب السيرة: منهم أربعة عشر رجلا كانوا يكتبون الوحى وأهمهم: أبو بكر الصديق. وعمر الفاروق. وعثمان بن عفان. وعلى بن أبي طالب. وأبان بن سعيد، وأبي كعب. وارقم بن أبي الأرقم، وثابت بن قيس، وحنظلة بن الربيع وأبو رافع القبطي(١) وخالد بن سعيد، وخالد بن الوليد. والعلاء بن الحضمي. وزيد بن ثابت. وزاد معهم بعد فتح مكة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم.