وأول من كتب الوحى بمكة عبد الله بن أبي سراح لكنه أرتد بعد الهجر وهرب من المدينة إلى مكة. ثم عاد إلى الإسلام يوم الفتح. و أول من كتبه بالمدينة: أبو المنذر ((أبي بن كعب)) رضي الله عنه وكان أكثرهم مداومة على ذلك بعد الهجرة زيد بن ثابت. ثم معاوية بن أبي سفيان بعد فتح مكة.
وكانوا يكتبونه لأنفسهم وللرسول بحضرته ﷺ قبل أن يكثر الورق فيما يجدونه من عسب(١) السعف. والألواح من أكتاف الغنم وغيرها من العظام الطاهرة والرقاع(٢) واللخاف(٣) وكان القرآن كله مكتوباً في عهده ﷺ لكن غير مجموع في موضع واحد ولا مرتب السور
وإنما ترك النبي ﷺ جمعه في موضع واحد لأن الجمع إنما يكون للحفظ خوف النسيان أو خوف الشك في لفظ وكلاهما مأمون بوجوده صلى الله عليه وسلم: أو النسخ كان يرد على بعضه فلو جمعه ثم رفعت التلاوة بعضه لأدى إلى الاختلاف والاختلاط. فحفظه الله تعالى في القلوب إلى انقضاء زمن النسخ فكان تأليفه في ومن النبوي وجمعه بعد وفاته صلى الله عليه وسلم
(جمع القرآن في الصحف وسببه)
في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه وقعت غزوة اليمامة(٤) وقتل في فتحها من قراء القرآن سبعمائة. فلما رأى عمر بن الخطاب ما وقع بقراء القرآن خشي على من بقى منهم فأشار على أبي بكر بجمع القرآن
ولم ينزل به أراه الله ما رأى عمر فاستحضر زيد بن ثابت وأمره بجمعه. فتبعه زيد(١) جمعا من صدور الرجال ومن الرقاع والألواح واللخاف والعسب مما كان يكتب بين يديه ﷺ حتى أتمه في مصحف(٢)