أقول : ذكرت في هذا الباب حكم الهمزتين المتلاصقتين الواقعتين في كلمتين المتفقتين في الحركة ولهما أحوال ثلاث الأولى أن يكونا مفتوحتين نحو "جاء أمرنا" الثانية أن يكونا مكسورتين نحو "هؤلاء إن" الثالثة أن يكونا مضمومتين وجاء ذلك في قوله تعالى في سورة الأحقاف ﴿ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَولِيَاء أُوْلَئِكَ ﴾ ولا نظير له في القرآن الكريم وقد ذكرت حكمهما في الحالة الأولى حال الفتح فأمرت بإسقاط الهمزة الأولى منهما في هذه الحالة وذكرت حكمهما في الحالة الثانية والثالثة فأمرت بتسهيل الأولى بين بين في هاتين الحالتين وإذا أسقطت الهمزة الأولى في حال الفتح أو سهلتها في حالتي الكسر والضم جاز لك في حرف المد قبلها وجهان القصر والتوسط عملا بالقاعدة التي ذكرناها لك في باب المد والقصر في قولنا "والمد أولى قبل همز غيرا" إلا أن القصر في حال الفتح أولى وأرجح من التوسط نظرا لتغيير الهمز بالإسقاط والتوسط في حالتي الكسر والضم أفضل من القصر نظرا لتغيير الهمز بالتسهيل كما سبق تقرير ذلك واضحا في باب المد والقصر.
وإذا اجتمع في آية مد منفصل وهمزتان متفقتان في الحركة واقعتان في كلمتين فإن كانتا مفتوحتين نحو ﴿ حَتَّى إِذَا جَاء أَمْرُنَا ﴾ جاز لقالون ثلاثة أوجه : قصر المنفصل وعليه قصر وتوسط في حرف المد الواقع قبل الهمزة المفتوحة في "جاء" ثم توسط المنفصل وعليه توسط فقط في حرف المد المذكور.
وإن كانتا مكسورتين نحو "هؤلاء إن" جاز له أربعة أوجه قصر المنفصل وعليه قصر وتوسط في حرف المد الواقع قبل الهمزة المكسورة ثم توسط المنفصل وعليه توسط وقصر في حرف المد المذكور وإن كانتا مضمومتين وذلك في قوله تعالى في سورة الأحقاف ﴿ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَولِيَاء أُوْلَئِكَ ﴾ جازت الأوجه الأربعة المتقدمة.
ومعنى "تقتف" تتبع أثر قالون في قراءته.
قلت :