أقول : أمرت بإثبات الياء حال الوصل في "ترن" في قوله تعالى في سورة الكهف ﴿ إِن تُرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالًا وَوَلَدًا ﴾ وفي اتبعون الذي بعده "أهدكم" في قوله تعالى ﴿ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ ﴾ في سورة المؤمن وهى سورة غافر وتسمى سورة الطول أيضا وقيدت الإثبات بحال الوصل احترازا عن حال الوقف – فإن مذهبه في ياءات الزوائد التي يثبتها إثباتها وصلا لا وقفا وقيدت اتبعون بأهدكم احترازا عن قوله تعالى ﴿ وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ﴾ في سورة الزخرف فإنه يحذف ياءها في الحالين وعن قوله تعالى ﴿ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ ﴾ في آل عمران فإن ياءها ثابتة لجميع القراء وصلا ووقفا وليس قولي : في المؤمن قيدا إنما هو لزيادة الإيضاح أو تكملة للبيت لأن قيد أهدكم كاف في تعيين المراد.
قلت :
وَحَذْفُ يَا الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ رَجَّحَهُ الحُذَّاقُ عَنْ بَيَانِ
أقول : حذف الياء من كلمتي الداع ودعان في قوله تعالى ﴿ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ﴾ في سورة البقرة رجحه العلماء الأثبات المهرة ويفهم من هذا أن إثبات الياء في هاتين الكلمتين جائز وأنه مرجوح وعلى هذا يكون لقالون في هاتين الكلمتين وجهان الحذف والإثبات والحذف أرجح وأقوى من الإثبات وقد علمت أن مذهب قالون في الإثبات هو الإثبات في حال الوصل فحسب.
والحذاق جمع حاذق وهو الماهر في الشئ المتقن له وقولي : عن بيان – تكمله البيت – معناه عن حجة ودليل لا عن هوى وغرض.
فائدة : في قوله تعالى ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ ستة أوجه لقالون :
فعلى حذف الياء من الداع ودعان وجهان وهما سكون ميم الجمع وصلتها.