وعلى إثبات الياء فيهما الأربعة الباقية وذلك أن إثبات الياء في الداع يترتب عليه وجود مد منفصل ولقالون فيه القصر والتوسط كما تقدم في باب المد والقصر – فعلى قصره وجهان وهما سكون الميم وصلتها وعلى توسطه هذان الوجهان أيضا فهذه أربعة أوجه وإذا ضمت إلى الوجهين السابقين تصير الأوجه ستة فتدبر.
قلت :
وَاحْذِفْ وَعِيدِ حَيْثُ جَا وَالبَادِ تُرْدِين وَالتَّلاقِ وَالتَّنَادِ
كَذَاكَ يَدْعُ الدَّاعِ مَعْ دُعَاءِ تَسْألنِ فِي هُودَ بِلا مِرَاءِ
يُكَذِّبُونِ قَالَ يُنْقِذُونِ فَاعْتَزِلونِ ثُمَّ تَرْجُمُونِ
بِالْوَادِ فِي الفَجْرِ وَكَالجَوَابِ نَذِيرِ بِالْمُلْكِ بِلا ارْتِيَابِ
وَكَيْفَ جَا نَكِيرِ ثُمَّ نُذُرِ فِي سِتَّةٍ قَدْ أسْرَقَتْ فِي القَمَرِ
آتَانِيَ اللهُ بِنَمْلٍ فَقِفِ بِالحَذْفِ وَالإِثْبَاتُ أوْلَى فَاعْرِفِ
أقول : أمرت بحذف الياء من هذه الألفاظ التي اشتملت عليها هذه الأبيات :
الأول : لفظ "وعيد" حيث جاء في القرآن الكريم وقد جاء في ثلاثة مواضع موضع في سورة إبراهيم في قوله تعالى ﴿ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ ﴾ وموضعين في سورة ق الأول في قوله تعالى ﴿ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ ﴾ والثاني في قوله تعالى آخر السورة ﴿ فذكر بالقرآن من يخاف وعيد ﴾.
الثاني :"والباد" وهو في سورة الحج في قوله تعالى ﴿ سَوَاء الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ ﴾.
الثالث :"تردين" وهو في سورة الصافات في قوله تعالى ﴿ قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدتَّ لَتُرْدِينِ ﴾.
الرابع :"التلاق" وهو في سورة غافر في قوله تعالى ﴿ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ ﴾.
الخامس :"التناد" وهو في سورة غافر أيضا في قوله تعالى ﴿ وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ ﴾.


الصفحة التالية
Icon