وأقول : هاك اسم فعل أمر بمعنى خذ وما : اسم موصول بمعنى الذي مفعول به لاسم فعل الأمر قبله والمراد به الكلمات التي خالف قالون ورشا في قراءتها فقرأها بقراءة لم يقرأ بها ورش على شيخهما نافع وقالون هو عيسى بن مينا بالقصر والمد بن وردان بن عيسى بن عبد الصمد المدني وكنية قالون أبو موسى وقالون لقبه يروى أن شيخه نافعا لقبه به لجودة قراءته لأن قالون بلسان الروم جيد وكان مولده بالمدينة سنة عشرين ومائة هجرية وتوفى بالمدينة سنة عشرين ومائتين هجرية وورش هو عثمان بن سعيد بن عدى بن غزوان بن داود بن سابق المصري وكنية ورش أبو سعيد وورش لقبه لقب به فيما يقال لشدة بياضه وكان مولده بمصر سنة عشر ومائة هجرية وتوفى بمصر سنة سبع وتسعين ومائة.
وقرأ قالون وورش على نافع إمام المدينة في الإقراء وأخذا عنه القراءة مشافهة.
وقولي : من الحرز بيان لما والحرز هي القصيدة اللامية المسماة بحرز الأماني ووجه التهاني للإمام الولي الصالح الورع أبى القاسم الشاطبى - رضي الله عنه - جمع فيها قراءات الأئمة السبعة في عذوبة لفظ ورصانة أسلوب وتعتبر هذه القصيدة من عيون الشعر الخالد وقولي : ودع ما ائتلفا : دع فعل أمر بمعنى اترك وائتلفا : أي اتفقا من الائتلاف وهو : الاتفاق.
ومعنى البيت : خذ أيها الطالب الكلمات التي خالف قالون ورشا في قراءتها حال كون هذه الكلمات مأخوذة من حرز الأماني ومثبتة فيه واترك الكلمات التي اتفق قالون وورش على قراءتها بكيفية مخصوصة وهيئة معينة.
فهذا النظم قد اقتصرت فيه على ذكر الكلمات التي خالف قالون ورشا في قراءتها ولم أتعرض فيه لبيان الكلمات التي وافق قالون ورشا في قراءتها فكل كلمة لا أعرض لبيان قراءة قالون فيها يعلم أنها موضع اتفاق بينهما والله تعالى أعلم.
- - - - - -
قلت :
وَبَيْنَ كُلِّ سُورَتَيْنِ بَسْمِلا لا بَيْنَ الاَنْفَالِ وَتَوْبَةٍ فَلا