أقول : أمرت بإسكان هاء لفظ هو ضمير المذكر المنفصل المرفوع وهاء لفظ هي ضمير المؤنث المنفصل المرفوع إن وقع كلها منهما بعد واو نحو :"وهو بكل شئ عليم" "وهى تجرى بهم" أو فاء نحو "فهو وليهم" "فهي خاوية" أو لام زائدة نحو "لهو خير للصابرين" "لهى الحيوان" وقولي : زائدة للاحتراز عن اللام الأصلية في نحو "لهو الحديث" "لعب ولهو" فإن الهاء في ذلك وأمثاله ساكنة للجميع لأصالة اللام لأن الهاء ليست هاء الضمير المنفصل المرفوع كما سبق وقولي : حيث أتى أي حيث ورد ذكره في القرآن الكريم فإن قالون يقرأ بإسكان هائه وقولي : وثم هو يوم معطوف على وهو وهى أعنى أن قالون يقرأ أيضا بإسكان الهاء من لفظ هو الواقع بعد لفظ ثم وقد جاء في سورة القصص في قوله تعالى ﴿ ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ ﴾ ولا نظير له في القرآن الكريم ثم أخبرت أن قالون ضم الهاء في لفظ هو الواقع بعد لفظ أن يمل وهو في سورة البقرة في قوله تعالى ﴿ أَوْ لاَ يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ ﴾.
فقراءته في هذه الكلمة كقراءة حفص فيها وحكمة النص على قراءة قالون في هذا اللفظ دفع ما يتوهم من قراءته هذا اللفظ بالإسكان لكونه ضمير المذكر المنفصل المرفوع فقد يقيسه القارئ على ﴿ ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾ أو على وهو وأمثاله فدفعا لهذا الوهم نصصت على قراءته في هذا اللفظ.
قلت :
بُيُوتِ كَيْفَ جَا بِكَسْرِ البَاءِ مَعًا نِعِمًّا اسْكِنْ مَعَ الإِخْفَاءِ
يَخَصِّمُونَ لا تَعَدُّوا فِي النسَا وَلا يَهَدِّى مِثْلُهُ بِيُونُسَا


الصفحة التالية
Icon