أقول : أي سهل همز "هأنتم" بين بين مع إدخال ألف الفصل بين الهاء والهمزة ومقدار هذه الألف حركتان كما سبق في نظيره وقد وقع هذا اللفظ في القرآن الكريم في أربعة مواضع موضعين في آل عمران ﴿ هَاأَنتُمْ هَؤُلاء حَاجَجْتُمْ ﴾ و ﴿ هَاأَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ ﴾ وموضع في النساء ﴿ هَاأَنتُمْ هَؤُلاء جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ ﴾ وموضع في القتال ﴿ هَاأَنتُمْ هَؤُلَاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا ﴾ ثم أمرت بتسهيل الهمزة الثانية التي هي عين الفعل من لفظ "أرأيت" بشرط أن يكون مسبوقا بهمزة الاستفهام كيف وقع هذا اللفظ في القرآن الكريم سواء اتصل به فاء العطف مثل أفرأيت أم تجرد منها نحو أرأيت سواء اقترن به كاف الضمير وحدها نحو ﴿ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ ﴾ أم ميم الجمع وحدها نحو ﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ ﴾ أم هما نحو ﴿ قُلْ أَرَأَيْتُكُم ﴾ فإذا لم يكن مسبوقا بهمزة الاستفهام نحو ﴿ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا ﴾ ﴿ وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ﴾ تعين فيه تحقيق الهمز ومخالفة قالون ورشا في اللفظ الأول من جهتين الأولى أن قالون يسهل الهمز مع الفصل بالألف بخلاف ورش فإنه يسهل مع حذف ألف الفصل الثانية أن قالون يقتصر على وجه التسهيل بخلاف ورش فإن له وجها آخر غير التسهيل وهو إبدال الهمز حرف مد مشبعا ومخالفته لورش في اللفظ الثاني من جهة واحدة وهى اقتصاره على وجه التسهيل بخلاف ورش فله التسهيل وله إبدال الهمز حرف مد مشبعا أيضا فاندفع بهذا التقرير الاعتراض علينا بأن قالون يوافق ورشا في تسهيل هذين اللفظين فما الداعي إذا لذكر هذا البيت وبيان قراءة قالون في هاتين الكلمتين وقد عرفت وجه الدفع والله تعالى أعلم.
قلت :
وَامْدُدْ أنَا مَعْ كَسْرِ هَمْزٍ مُوصِلا بِخُلْفِهِ وَقِفْ بِمَدًّ لِلْمَلا


الصفحة التالية
Icon