أقول : أشتمل هذا البيت على الأمر بمد لفظ "أنا" في حال الوصل إذا وقع بعده همزة قطع مكسورة لقالون بخلاف عنه وقد ذكر في القرآن الكريم في ثلاثة مواضع موضع في الأعراف في قوله تعالى ﴿ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ ﴾ وموضع في الشعراء في قوله تعالى ﴿ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴾ وموضع في الأحقاف في قوله تعالى ﴿ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴾.
والمراد بالمد هنا إثبات الألف التي بعد النون من أنا وبعدم المد حذف هذه الألف فالقالون وجهان في هذه الألف في حال الوصل وهما إثباتها وحذفها وعلى وجه إثباتها يكون المد فيه من قبيل المد المنفصل فيجرى فيه لقالون ما يجرى في مثله من القصر والتوسط وفهم من اقتصاري على بيان حكم "أنا" الواقع بعده همزة قطع مكسورة أن قالون يوافق ورشا في قراءته إذا وقع بعد "أنا" همزة قطع مفتوحة مثل ﴿ وَأَنَا أَعْلَمُ ﴾ أو مضمومة مثل ﴿ أَنَاْ أُنَبِّئُكُم ﴾ فيثبت الألف فيهما وصلا قولا واحدا كما يثبتها ورش كذلك ويوافقه أيضا إذا وقع بعد "أنا" حرف آخر غير همزة القطع نحو "أنا نذير" فيحذف الألف وصلا قولا واحدا كما يحذفها ورش وغيره كذلك ثم تبرعت ببيان حكم الوقف على هذه الكلمة لجميع القراء فأمرت بالوقف عليها بالمد أي بإثبات الألف لجميع القراء يستوي في ذلك قالون وورش وغيرهما من سائر القراء والرواة سواء كان بعدها همزة قطع مكسورة أو مفتوحة أو مضمومة أم كان بعدها حرف آخر غير الهمزة والملأ الأشراف والمراد بهم هنا جميع القراء والرواة والله تعالى أعلم.
قلت :
رَا قُربَةٌ لامَ لِيَقْطَعْ أَسْكِنَا وَلْيَتَمَتَّعُوا لِيَقْضُوا بَيِّنَا


الصفحة التالية
Icon