وضح سيبويه رحمه الله في كتابه أن هناك تضادا تسمى بالضاد الضعيفة وهذه الضاد الضعيفة يطالب بعض أهل التصنيف لكتب التجويد بها وأغلبهم يعرِّفون مخرج الضاد بما وصفه سيبويه بالضاد الضعيفة ولمعرفة الضاد الفصيحة لابد من تمييز الضاد الضعيفة من غيرها وقد أشار سبيويه إلى صورة من صور نطق الضاد في القرن الثاني الهجري وهي الضاد الضعيفة وعدها من الحروف القليلة في لغة من ترتضى عربيته ولا تستحسن في قراءة القرآن ولا في الشعر وعند وصف سيبويه لطريقة نطق الضاد الضعيفة أشار إلى ثلاثة نقاط أولاهما كون مخرجها من إحدى الحافتين فحسب وهذا التعريف تعتمده أغلب كتب التجويد وثانيهما صفة الإطباق وثالثها صفة الاستطالة لمخرج الضاد مما ينتج عنه مخالطة مخرج الضاد لمخارج غيره من الأصوات اللسانية التالية له في تتابع مخارجها وقد جاء وصف سيبويه للضاد الضعيفة في سياق كلامه عن تعداد الحروف العربية وعدها تسعة وعشرون حرفا وبين ذلك سيبويه بقوله في كتابه ج ٤ ص ٤٣٢ (( وهذه الحروف التي تممتها اثنين وأربعين جيدها ورديئها أصلها التسعة والعشرون لا تتبين إلا بالمشافهة إلا أن الضاد الضعيفة تتكلف من الجانب الأيمن وإن شئت تكلفتها من الجانب الأيسر وهو أخف لأنها من حافة اللسان مطبقة لأنك جمعت في الضاد تكلف الإطباق مع إزالته عن موضعه وإنما جاز هذا فيها لأنك تحولها من اليسار إلى الموضع الذي في اليمين وهي أخف لأنها من حافة اللسان وأنها تخالط مخرج غيرها بعد خروجها فتستطيل حيث تخلط حروف اللسان فسهل تحويلها إلى الأيسر لأنها تصير في حافة اللسان الأيسر إلى مثل ما كانت في الأيمن ثم تنسل من الأيسر حتى تتصل بحروف اللسان كما كانت كذلك في الأيمن )) اهـ ونستطيع من عبارة سيبويه السابقة من وضع تصور لوصف الضاد الضعيفة وهي التي تخرج من الحافة اليمنى فحسب أو من الحافة اليسرى فحسب. وهذا التصور يضع علماء التجويد في مأزق لا سبيل للخروج منه إلا بالبحث


الصفحة التالية
Icon