في بطون كتب الأوائل لمعرفة هل هناك غير سيبويه من وصف الضاد بالضعف وما هو تعريف الضاد الضعيفة لتجتنب. وقد ترتب على عدم وضوح عبارة سيبويه اختلاف اللاحقين في فهم مقصده فنجد من يرى أن الضاد الضعيفة هي الضاد التي ضعف إطباقها وهو ما ذهب إليه أبو على الفارسي ( ت ٣٧٧هـ) كما يستفاد ذلك مما نقله عنه أبو حيان النحوي الأندلسي ( ت ٧٤٥هـ) حيث قال في كتابه ارتشاف الضرب ج ١ ص ١٣/ ١٥ ( تستقبح وهي كاف كجيم فرع عن الكاف الخالصة وهي لغة في اليمن كثيرة وفي أهل بغداد...... وضاد ضعيفة قال الفارسي : إذا قلت : ضرب ولم تشبع مخرجها ولا اعتمدت عليه ولكن تخفف وتختلس فيضعف إطباقها ) اهـ ويرى عالم آخر أن الضاد الضعيفة مستقبحة وزعم أن ذلك مرض من أمراض التلفظ بصوت الضاد وهو اللثغة ومن العجز عن إخراج الحرف على حقه وصاحب هذا الرأي هو الإمام أبو الحسن الرماني ( ت ٣٨٤ هـ) يقول الرماني في شرحه لكتاب سيبويه ( فأما الأحرف المستقبحة فإنها تجري مجرى اللثغة في العجز عن إخراج الحرف على حقه وهي الكاف كالجيم والجيم كالكاف وهذا ضعيف جدا لتباعد ما بين الحرفين وهو دليل على العجز عن إخلاص الحرف حقه.... والضاد الضعيفة للعجز عن إخراجها قوية على حقها..... فهذه سبعة أحرف غير مستحسنة لما بينا من أنها تجري مجرى اللثغة إلا أنها لما كانت في جماعة كثيرة من العرب بينها ليعرف المذهب فيها ويفصلها من الحروف المستحسنة ويبين أنها لا تجوز في القراءة ) اهـ وفي مقابل رأي الرماني الذي يرى في نطق صوت الضاد ضعيفة شكلا من أشكال اللثغة عند جماعة كثيرة من العرب نجد رأيا آخر ينسب ذلك النطق إلى قوم ليس في لغتهم ضاد وهذا يعني أنهم من غير العرب من العجم وصاحب هذا القول أبو سعيد السيرافي ( ت ٣٦٨ هـ) حيث يقول ( الضاد الضعيفة :.... إنها لغة قوم ليس في لغتهم ضاد فإذا احتاجوا إلى التكلم بها في العربية اعتضلت عليهم فربما أخرجوها ظاء لإخراجهم إياها من