الأيسر إلى مثل ما كانت في اليمن ثم تنسل من الأيسر حتى تتصل بحروف اللسان
كما كانت في الأيمن وإنما قال : وهي أخف لأن الجانب الأيمن قد اعتاد الضاد الصحيحة وإخراج الضعيفة من موضع قد اعتاد الصحيحة أصعب من إخراجها من موضع ِ لم يعتد الصحيحة ) اهـ وقال أيضا في موضع آخر أن الضاد الضعيفة لغة قوم ليس في نطقهم ضاد ونقل قول ابن عصفور السالف الذكر. ويبدو أن مصطلح ( الضاد الضعيفة ) لم يعد يطلق على صوت محدد فإذا كان سيبويه قد أطلقه على صوت محدد فإننا نجد العلماء بعده يستخدمونه للإشارة إلى أكثر من صوت وذلك حسب ما تؤول إليه الضاد سواء كان ذلك الصوت ظاء أو بين الضاد والظاء أو بين الضاد والثاء وخلاصة القول في موضوع الضاد الضعيفة هي أن الضاد العربية القديمة التي وصغها سبيويه بأنها من أول حافة اللسان وما يليها من الأضراس رخوة مجهورة مطبقة مستطيلة لم يعد ينطق بها في عصرنا إلا بعض القراء المتقنين وأنها تغيرت منذ أمد بعيد إلى عدة أشكال وصوتية كل شكل يستخدم في جهة من جهات البلدان التي تتكلم العربية وأن اشهر تلك الأشكال نطق الضاد ظاء كما في العراق ومناطق الخليج العربي ونطقها دالا مفخمة كما في مصر وقد كان علماء التجويد مدركين بشكل عام منذ أمد بعيد لهذا التغيير ولهذا نبهوا وقعَّدوا بدقة للضاد التي نزل بها القرآن. إذن ما هو وصف الضاد التي نزل بها القرآن لكي يأتي القارئ بها ويحذر الخلل في نطقها خشية أن يؤول صوتها للضاد الضعيفة المستقبحة كما وصفها سيبويه وبعض العلماء ؟ وللجواب عن ذلك يجب على القارئ معرفة أن الضاد الضعيفة التي لم تستوف صفات الضاد العربية الفصيحة المستطيلة المجهورة المستعلية المطبقة التي من الحافتين معا كما روي ذلك في بعض كتب التجويد أن النبي ﷺ وسيدنا عمر رضى الله عنه كانا يخرجانها من الحافتين معا.
﴿التّّعْرِيفُ بِصِفَةِ اسْتِطَالَةِ صَوْتِ الضَّادِ اللِّسَانِيَّةِ﴾