الحروف ما يعسر على اللسان مثله. فإن ألسنة الناس فيه مختلفة. وقل من يحسنه فمنهم من يخرجه ظاء. ومنهم من يمزجه بالذال. ومنهم من يجعله لاماً مفخمة، ومنهم من يشمه الزاي. وكل ذلك لا يجوز. والحديث المشهور على الألسنة "أنا أنصح من نطق بالضاد" لا اصل له ولا يصح. فليحذر من قلبه إلى الظاء لاسيما فيما يشتبه بلفظه نحو: ) ضَلَّ مَنْ تَدْعُون)(الإسراء: من الآية٦٧)، يشتبه بقوله: ) ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّا)(النحل: من الآية٥٨)، وليعمل الرياضة في أحكام لفظه خصوصاً إذا جاوره ظاء نحو: ) أَنْقَضَ ظَهْرَكَ)(الشرح: من الآية٣)، ) يَعَضُّ الظَّالِم)(الفرقان: من الآية٢٧). أو حرف مفخم نحو: ) أَرْضِ اللَّهِ )(لأعراف: من الآية٧٣)، أو حرف يجانس ما يشبهه نحو: ) الْأَرْضِ ذَهَباً)(آل عمران: من الآية٩١). وكذا إذا سكن وأتى بعده حرف إطباق نحو: )ِ فَمَنِ اضْطُرّ)(النحل: من الآية١١٥). أو غيره نحو :) أَفَضْتُمْ)(النور: من الآية١٤)، )وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ )(الشعراء: من الآية٢١٥)، وفي تضليل.) اهـ وكما يلاحظ من كلام علماء الأصوات أن العرب المعاصرون لا ينطقون بالضاد الفصيحة البتة بل ينطقون مفخم الدال وهذا واقع بالفعل وسمعته من البعض وخصوصا ممن يتصدر لمحراب الصلاة ولذا الواجب على الجميع أن يتعلموا كيفية التلفظ بالضاد العربية القديمة التي كان ينطق بها العرب في وقت نزول القرآن والطريق الموصل لهذه الضاد الفصيحة شيوخ الأداء المجازيين المتصل سندهم بالنبي ﷺ فعندهم بركة العلم والسند وحسن التلقي فعلى الجميع الحرص على التعليم على يد هؤلاء. أما من ناحية كيفية حدوث الاستطالة في الفم فيجب أن تعلم أن الاستطالة من الصفات المحسنة ولكن يتضح صوتها كاملا حين سكون الضاد فعند التلفظ بالضاد الساكنة ينطبق اللسان كله على غار الحنك الأعلى انطباقا كاملا تاما فبسبب هذا العمل ينضغط هواء الصوت خلف مخرج الضاد فتحت هذا


الصفحة التالية
Icon