من خلال استقرائي لكتب المتقدمين وحبي الشغوف في بناء شخصيتي التجويدية من العلماء المتقدمين وجدت أكثر من كتاب تحدث أن الضاد متفشية ولعل ذلك يكون فيه غرابة على البعض ممن أغلق نفسه وعقله على الكتب المعاصرة واكتفى بذلك وإن كنت أرى أن كلام المتقدمين حجة وأخص من ذلك تقعيدهم الدقيق(( لبناء قواعد التجويد على أساس صوتي صحيح )) ولا حجة لكلام المعاصرين في المسائل التجويدية وخاصة فيما لو وقع الخلاف بين فريق المعاصرين وفريق المتقدمين كما حدث في مسألة إطباق الشفتين وعدم الإطباق وكما سبق وبينت في بحثي السابق أن المتقدمين مجمعون على إطباق الشفتين في القلب والإخفاء الشفوي أما المعاصرون قالوا بترك فرجة بسيطة جدا وعندما أسألهم أين الدليل لترك هذه الفرجة يستدلون بالكتب المعاصرة وهل لهؤلاء رأي في التجويد بل الحجة لمن تقدم وأطرح على كل من يقرأ بحثي هذا نفترض أن هناك مسألة خلافية بين المعاصرين والمتقدمين في التجويد فأيهما نأخذ بكلامه من الفريقين ؟ بلا شك نقدم كلام المتقدمين أمثال طاهر بن غلبون وابن مجاهد أول من سبع السبعة والداني والشاطبي والجزري ومن على شاكلتهم ولا حجة للمعاصرين ولا رأي لهم في التجويد ولو أشكل علي مسألة في التجويد أذهب للمتقدمين وأسبح في بحر كلامهم وأتعلم من كتبهم ولكن أريد الإنصاف هناك القليل جدا من العلماء المتأخرين مازالوا على نسق المتقدمين في مصنفاتهم أمثال الضباع والشيخ عبد العزيز عيون السود شيخ قراء الشام وأستاذي الشيخ الحبيب إلى قلبي أيمن رشدي سويد وفضيلة الشيخ يحي الغوثاني أعز أصدقائي ومن حذا حذوهم بالنقل عن من تقدم فقط وكانت نصيحتهم ألا تجعل لنفسك رأيا في التجويد تكن من أنجح المدرسين لعلم التجويد بل تنقل عمن تقدم فحسب بحيث لو اصطدم معك أحد شيوخ العصر تخبره بأن هذا ليس بكلامك بل كلام الأئمة المعتبرين وهذا هو منهجي في التدريس إلى يومنا الحالي. أما مسألة تفشي الضاد فقد


الصفحة التالية
Icon