طرف اللسان ) اهـ وقد أشار ابن جني ج ١ ص ٢١٨ إلى التفشي مقرونا بالاستطالة في الضاد كما تبين من قوله ( وأما الضاد فلان فيها طولا وتفشيا فلو أدغمت في الطاء لذهب ما فيها من التفشي فلم يجز ذلك ) اهـ وبين عبد الوهاب القرطبي في كتابه الموضح أن الضاد متفشية بقوله عن التفشي ص ٦٩ ( وأما المتفشية وتسمى المخالطة لأنها تخالط ما يتصل بها في طرف اللسان فالشين والضاد وذلك أن الشين تتفشى في الفم حتى تتصل بمخرج الظاء والضاد تتفشى حتى تتصل بمخرج اللام ولذلك سميت الحرف المستطيل لأنها استطالت من موضعها حتى خالطت بالإطباق الذي فيها الطاء والظاء والصاد وفي الفاء أيضا تفش لأن مخرجها يستطيل.... ومعنى التفشي انتشار الصوت بها عند النطق ) اهـ وقال في ص ١١٣ عن الشين (..... وهي والضاد الحرفان المتفشيان...) اهـ ونقل أبو شامة في شرح الشاطبية أن ابن مريم الشيرازي صاحب كتاب ( الموضح في القراءات الثمان ) قال ( ومنها حروف التفشي وهي أربعة مجموعة في قولك ( مشفر ) وهي حروف فيها غنة وتفش وتأفف وتكرار وإنما قيل لها حروف التفشي وإن كان التفشي في الشين خاصة لأن الباقية مقاربة له لأن الشين بما فيه من التفشي ينتشر الصوت فيه ويتفشى حتى يصل إلى مخارج الباقية ) اهـ ومن فوائد معرفة صفة التفشي في صوت الحرف أن علماء التجويد قرروا أن كل حرف فيه زيادة صوت لا يدغم فيما هو أنقص منه صوتا وأثبت أبو عمرو الداني في كتابه الإدغام الكبير هذه القاعدة بقوله ( وجملة الحروف التي تمتنع من الإدغام لزيادة صوتها ثمانية أحرف وقد جمعتها في قولك : فزم ضرس شص : الشين والضاد والصاد والسين والزاء والميم والفاء أما الشين فمن أجل تفشيها وأما الضاد فلاستطالتها وأما الراء فلتكريرها وأما الصاد والسين والزاء فلصفيرهن وأما الميم فلغنتها وأما الفاء فلتفشيها ) اهـ إذن ستنتج من الكلام السابق أن الضاد اللسانية توصف بالتفشي وتفشيها في استطالتها في مخرجها


الصفحة التالية
Icon