وتسمى الاستطالة تفشيا.
﴿صُوْتُ الضَّادِ الدَّالِيَّةِ وَالطَّائِيَّةِ عِنْدّ الْمُعَاصِرِينَ﴾
تختلف الظواهر الصوتية العامية عند العرب المعاصرين عن بعض الظواهر الصوتية الفصحى التي نزل بها القرآن ومن ذلك ما انتشر بين بعض العرب المعاصرين وأخص منهم المصريين فقد أصاب ضادهم التطوير فقد صارت الضاد عندهم صوتا شديدا بعد أن كان رخوا في القديم كما صارت الطاء والقاف والباء أصوات مهموسة عندهم في اللهجة الدارجة اليومية لديهم وصرح علماء الأصوات أن الضاد التي ينطق بها في مصر الآن لا تختلف عن الدال في شئ ويبدو أن الضاد العربية القديمة قد تحولت في نطق المصريين إلى طاء منذ فترة مبكرة ولم يقتصر هذا التحول في النطق على تلاوة القرآن الكريم كما لاحظه علماء القراءات بدءا من القرن الثامن الهجري عصر بن الجزري رحمه الله بل إن الخلط في النطق بين الضاد والطاء وعدم التفرقة بينهما قد شاع عند العوام وامتد أثره على الكتابة أيضا كما صرح بعض العلماء بذلك وقد أشار بن الجزري وهو من علماء القرن الثامن الهجري إلى تحول مخرج صوت الضاد العربية القديمة عند أكثر المصريين وبعض أهل المغرب ونطقهم إياها طاء مهملة بقوله ص ٨٧ التمهيد ( " واعلم أن هذا الحرف ليس من الحروف حرف يعسر على اللسان غيره والناس يتفاضلون في النطق به فمنهم من يجعله ظاء مطلقا..... ومنهم من لا يوصلها إلى مخرجها بل يخرجها دونه ممزوجة بالطاء المهملة لا يقدرون على غير ذلك وهم أكثر المصريين وبعض أهل المغرب )) اهـ وفي القرن التاسع الهجري أشار ابن حجة الحموي ( ت ٨٣٧هـ) إلى أن المصريين يبدلون الضاد دالا وذلك في سياق تفسيره لاسم ( مدغليس ) مخترع فن الزجل حيث قال في كتابه بلوغ الأمل في فن الزجل ص ١٠٠/ ١٠١( " وهذا الاسم مركب من كلمتين أصله مضع الليس والليس جمع ليسة وهي لقية الدواة وذلك لأنه كان صغيرا بالمكتب يمضع ليقته والمصريون يبدلون الضاد دالا فأطلق عليه


الصفحة التالية
Icon