هذا الحرف قالوا بأنه انفردت به اللغة العربية لأنه لا تشاركه فيه لغة وهذا ما يوجد في بعض الكتب فهل هذا الكلام دقيق أم فيه مبالغة ولكن لا يكون الحكم إلا بعد استقراء جميع اللغات وهيهات لإنسان أن يستقرئ جميع اللغات. قال الإمام الشافعي رحمه الله عن اللغة الواحدة لا يحيط باللغة إلا نبي يعني إلا رجل يوحى إليه لأن اللغة العربية مثلا واسعة والعرب منتشرون في الجزيرة العربية في فترة نزول الوحي فلا يستطيع أن يقول إنسان هذا هو الكلام العربي كاملا فكيف بالإحاطة باللغة حتى علماء العربية لم يُدَوِّنوا كل ما تكلمت به العرب بل ذكروا المشهور من لغة العرب وأخرجوه لنا في صورة قواعد النحو والصرف. ولكن هناك مختصين مشتغلون بعلم اللغات المقارن هؤلاء يستطيعون أن يقول أن حرف الضاد انفردت به اللغة العربية أم لا حسب ما تيسر لهم من الدراسة أم كونهم يحيطون بعلم اللغة ككل فهذا درب من الخيال. فقد ذكر الجاحظ في كتابه البيان والتبيين ج١ ص ٦٩ قول الأصمعي بقوله ( وقال الأصمعي : ليس للروم ضاد ولا للفرس ثاء ولا للسريان ذال..) اهـ وهذا القول الذي عزاه الجاحظ في القرن الثالث الهجري إلى الأصمعي لا يؤكد ولا ينفي بصورة قاطعة ما تردد في القرون التالية بعده من تفرد العرب بصوت الضاد أو غيره من الأصوات الدارجة وقد تعرضت مقولة الأصمعي عن الأصوات الثلاثة لعدم التداول على مدى ستة قرون لتعود للظهور في مؤلفات التجويد بعد أن أصابها الخلل عند بعض علماء القراءات ومنهم ابن الجزري رحمه الله ( ت ٨٣٣ هـ) فقد ذكر في الفصل الذي عقده ليذكر فيه اشتراك اللغات في الحروف وانفراد بعضها بعض في كتابه التمهيد في علم التجويد يقول ابن الجزري ( قال الأصمعي : ليس في الرومية ولا في الفارسية ثاء ولا في السريانية ذال ) اهـ وقد سقط من نص ابن الجزري المنقول عن الأصمعي كلمة ( الضاد ) الواقعة بعد كلمة الرومية وترتب عليه أن صارت الملاحظة ثنائية