الأصوات ثلاثية اللغات. وبعد ثلاثة قرون أخرى يصيب قول الأصمعي المحرف في التمهيد لابن الجزري تحريف يظهر عند أبي الحسن على بن محمد النوري الصفاقسي ( ت ١١١٨ هـ) فيما نقله من كتاب التمهيد _ دون عزو إليه _ حين يقول ( قال الأصمعي ليس في الفارسة ولا السريانية و لا الرومية ذال ) اهـ وفي ضوء تصرف الصفاقسي في نص الأصمعي صارت ملاحظة الأصمعي أحادية الصوت ثلاثية اللغات. وفي القرن الثامن أيضا نلاحظ ظهور مقولة الأصمعي بعد أن أصابها النقص وتجهيل القائل معزوة إلى أبي حيان النحوي الأندلسي ( ت ٧٤٥ هـ) يبين ذلك مما ذكره عز الدين محمد بن أحمد المعروف بابن جماعة ( ت ٨١٩ هـ) في حاشيته على شرح فخر الدين أحمد بن الحسن الجاربردي ( ت ٧٤٦ هـ) لمتن الشافية في الصرف لابن الحاجب ( ت ٦٤٦ هـ) قال الجاربردي في شرح الشافية ج ١ ص ٣٣٨ ( أصل حروف المعجم تسعة وعشرون على ما هو المشهور ولم يكمل عددها إلا في لغة العرب ولا همزة في كلام العجم إلا في الابتداء ولا ضاد إلا في العربية ) اهـ ويعلق ابن جماعة على عبارة الجاربردي قائلا ( قوله :" ولا ضاد إلا في العربية " عبارة أبى حيان : والضاد من أصعب الحروف في النطق ومن الحروف التي انفردت العرب بكثرة استعمالها وهي قليلة في لغة بعض العجم مفقودة في لغة الكثير منهم.... قال : والذال المعجمة ليست في الفارسية والثاء المثلثة ليست في الرومية والفارسية أيضا ) اهـ وفي سنة ١٣٠٥ هـ يؤلف محمد مكي نصر تلميذ المتولي كتابه نهاية القول المفيد في علم التجويد وفيه يشير إلى قول أبي حيان السابق عن الذال والثاء عازيا النقل إلى كتاب أبي حيان ( شرح التسهيل ) الذي هو شرح كتاب تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد لابن مالك ( ت ٦٧٢ هـ) وفي معجم جمهرة اللغة حيث حفظ لنا أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي البصري ( ت ٣٢١ هـ) خلاصة ما لاحظه اللغويون السابقون على مدى أربعة قرون من اتصال العرب المسلمين