أما كتاب المرعشي ( كيفية أداء الضاد ) فإنه يأتي بعد كتاب المقدسي بـ ١٥٠ سنة تقريبا وجاءت مادته مؤكدة لاتجاهات كتاب ( بغية المرتاد ) للمقدسي وذلك بالنص على أن نطق الضاد شبيهة بالطاء لا يمثل صوت الضاد العربية القديمة التي وصفها العلماء في كتبهم وان الضاد شبيه بالظاء أقرب إلى النطق الصحيح من نطقها شبيه بالطاء وتتكون رسالة المرعشي رحمه الله من مقدمة ومقصد وخاتمة أما المقدمة فهي في توضيح صفات الضاد الصوتية وبيان علاقتها ببعض الأصوات.( وأما المقصد فهو أن ما شاع في أكثر الأقطار من تلفظ الضاد المعجمة كالطاء المهملة في السمع بسبب إعطائها شدة وإطباقا أقوى كإطباق الطاء وتفخيما كتفخيمها خطا بوجوه ) ثم ذكر سبعة وجوه تتعلق بصفات الضاد القديمة وما يؤدي إليه نطقها طاء من الإخلال بتلك الصفات وقال المرعشي بعد ذلك ( إن جعل الضاد المعجمة طاء مهملة مطلقا أعني في المخرج والصفات لحن جلي وخطأ محض وكذا جعلها ظاء مطلقا لكن بعض الفقهاء قال بعدم فساد من جعلها ظاء معجمة مطلقا لتعسر التمييز بينهما فهو أهون الخطأين ) وقال في موضع آخر من الكتاب ( وبالجملة إن الضاد أشبه بالظاء المعجمة.... فإن قلت : فكيف شاع التقصير في أكثر الأقطار ؟ قلت : ألم تسمع ما قاله صاحب الرعاية : التحفظ بلفظ الضاد المعجمة أمر يقصر فيه أكثر من رأيت.... وذلك في تاريخ أربعمائة وعشرين وزماننا هذا أحق بالتقصير فلعل غلط المصريين قد شاع... ) اهـ ولم يكتف المرعشي بما أورده في رسالته عن موضوع الضاد فعاد إلى مناقشته مرة أخرى في كتابه ( جهد المقل ) فقال في الفصل الأول ( ليس بين الضاد المعجمة والطاء المهملة تشابه في السمع... فما اشتهر في زماننا من قراءة الضاد المعجمة مثل الطاء المهملة فهو عجب لا يعرف له سبب.... و قراءة الضاد المعجمة مثل الطاء المهملة فيها مفاسد : الأول : أنه يلزم إعطاء الشدة للضاد مع أنه رخو. والثاني : أن الاستطالة


الصفحة التالية
Icon