وقد كانوا يكبرون إثر كل سورة ثم يكبرون للركوع وذلك إذا استعملوا التكبير آخر السورة. ومنهم من كان إذا قرأ الفاتحة وأراد الشروع في السورة كبر وبسمل ثم ابتدأ السورة، وكان بعضهم يأخذ به إذا ابتدأ السورة في جميع القرآن، ولعله اختيار منهم، وليس التكبير بلازم لأحد في القراء، فمن فعله فحسن ومن لم يفعله فلا حرج عليه.
* * *
المبحث الثالث: في صيغته:
أعلم أنه لم يختلف فيه أنه: ( الله أكبر ) قبل البسملة، إلا أنه اختلف عن البزى والجمهور عنه على تعيين هذا اللفظ من غير زيادة ولا نقص. وبه قطع في التيسير له من طريق أبى ربيعة وبه قرأ على أبى القاسم الفاسى، وقد زاد جماعة قبله التهليل تكميلاً له بكلمة التوحيد، وهو طريق ابن الحباب وغيره عن البزى، وهى رواية حسنة ثبتت روايتها وصح سندها. قال ابن الحباب: سألت البزى كيف التكبير، فقال لا إله إلا الله والله أكبر.
وزاد بعضهم: على ذلك: ولله والحمد ثم يبسملون، وهى طريق أبى طاهر بن أبى هاشم عن ابن الحباب.
وأما قنبل فقطع له جمهور المغاربة بالتكبير فقط من غير زيادة وهو الذي في الشاطبية وتلخيص أبى معشر، وزاد له التهليل أكثر المشارقة وبه قطع له العراقيون من طريق ابن مجاهد، وقال في المستنير: قرأت به لقنبل على جميع من قرأت عليه، وقطع له به سبط الخياط في كفايته من الطريقين، وفى المنهج من طريق ابن مجاهد فقط، وزاد له التحميد أيضا أبو الكرم في مصباحه عن ابن الصباح.