قال أبو علي الفارسي رحمه الله: ومن ثمّ أجمع الناس على رفع ﴿ يكون ﴾ ورفضوا فيه النصب إلاَّ ما روي عن ابن عامر، وهو من الضعف بحيث رأيت، فالوجه في ﴿ يكون ﴾ الرفع. اهـ(١)
وقوله رحمه الله: ((أجمع)) و ((رفضوا)) لا يسلم له لوجود المعارض ممن يقدح في الإجماع. والله أعلم.
وقال الأزهري رحمه الله: وهذا ـ النصب ـ عند القراء ضعيف. اهـ(٢)
وقال ابن الأنباري(٣) رحمه الله: النصب ضعيف... فلهذا كانت هذه القراءة ضعيفة. اهـ(٤)
وقال مكي(٥) رحمه الله: وجه النصب مشكل ضعيف، بعيد في المعنى. اهـ(٦)
ثالثاً: حجة هؤلاء المنكرين والمعترضين على هذه القراءة المتواترة هو: أنَّ النصب بالفاء في جواب الأمر حقه أن ينزل منزلة الشرط والجزاء. (٧)
رابعاً: دافع كثير من العلماء عن هذه القراءة ـ والحق معهم ـ وبينوا أنَّ تغليطَها غلطٌ، وأنَّه لا وجه له.
قال السخاوي(٨) رحمه الله: واعلم أنَّ هذه القراءة ثابتة عن إمام من أئمة المسلمين وما اتبع فيها إلاَّ الأثر، وتغليطها لا وجه له. (٩)

(١) - الحجة للفارسي: ٢/٢٠٦-٢٠٧.
(٢) - علل القراءات: ١/٦١.
(٣) - عبد الرحمن بن محمد أبو البركات، صاحب كتاب "الإنصاف" (٥١٣-٥٧٧هـ). إنباه الرواة: ٢/١٧٠-١٧١.
(٤) - البيان في غريب إعراب القرآن: ١/١٢٠.
(٥) - ابن أبي طالب، من أئمة القراءات والمؤلفين فيها في الأندلس (٣٥٥-٤٣٧هـ). غاية النهاية: ٢/٣٠٩-٣١٠.
(٦) - الكشف عن وجوه القراءات السبعة وعللها: ١/٢٦١.
(٧) - انظر: إبراز المعاني: ٢/٣١٦.
(٨) - علي بن محمد، تلميذ الشاطبي وشيخ أبي شامة، عالم مشهور مقرئ ومفسر ونحوي (٥٥٨-٦٤٣هـ). غاية النهاية: ١/٥٦٨-٥٧١.
(٩) - فتح الوصيد: ٣/٦٦٢.


الصفحة التالية
Icon