وقال أبو حيان رحمه الله: وهذا ـ القول بأنَّها لحن ـ قول خطأ لأنَّ هذه القراءة في السبعة فهي قراءة متواترة، ثم هي بعدُ قراءة ابن عامر، وهو رجل عربي لم يكن ليلحن، وقراءة الكسائي في بعض المواضع، وهو إمام الكوفيين في علم العربية، فالقول بأنَّها لحن من أقبح الخطأ المؤثم الذي يجر قائلة إلى الكفر، إذ هو طعن على ما علم نقله بالتواتر من كتاب الله تعالى. اهـ(١)
خامساً: وجه هذه القراءة أنَّها محمَّلة للفظ؛ لأنَّه لما جاء اللفظ على صورة الأمر، أجري النصب مجرى جواب الأمر.(٢)
وأيضاً فقد قال في قوله تعالى: ﴿ كن فيكون ﴾ [آل عمران: ٥٩]: قرأ ابن عامر بالنصب، وهذا وهم. اهـ(٣)
وقال في موضع سورة مريم: [٣٥]: هذا غلط في العربية. اهـ(٤)
وتوهيم هذه القراءة غلط؛ إذ هي قراءة متواترة، يُجاب عنها كما أُجيب عن الأولى.
٥- قوله تعالى: ﴿ شيوخاً ﴾ [غافر: ٦٧].
قال ابن مجاهد رحمه الله: وروى هبيرة(٥) عن حفص(٦) عن عاصم(٧) أنَّه كسر الشين من ﴿ شيوخا ﴾ وحدها، وهو غلط. اهـ(٨)
(٢) - أطال الإمام السخاوي رحمه الله الاحتجاج لهذه القراءة والرد على الطاعنين فيها بما يحسن الرجوع إليه.
انظر: فتح الوصيد: ٢/٦٦٠-٦٦٦، الحجة للفارسي: ٢/٢٠٦.
(٣) - السبعة: ٢٠٦-٢٠٧.
(٤) - كذا في النسخة الخطية: ق١٠٩/ب، وفي النسخة المطبوعة: ٤٠٩، خطأ بدل غلط.
(٥) - ابن محمد التمار، مشهور بالإقراء والمعرفة، قيل لم يخالف عمرو بن الصباح إلاَّ في خمسة أحرف. اهـ غاية النهاية: ٢/٣٥٣، معرفة القراء: ١/٤١٣.
(٦) - ابن سليمان البزاز، صاحب الرواية المشهورة في أقطار الأرض (٩٠-١٨٠هـ). غاية النهاية: ١/٢٥٤-٢٥٥.
(٧) - ابن بهدلة الحناط، أحد القراء السبعة (ت: ١٢٧هـ). غاية النهاية: ١/٣٤٦-٣٤٩.
(٨) - النسخة الخطية: ق٤٦/أ.