قال ابن مجاهد رحمه الله: قرأ عاصم في رواية يحيى عن أبي بكر، وحفص وحمزة ﴿ - ( - { - - - - صدق الله العظيم ( - ( - (- رضي الله عنه - - - ﴾ يهمز ويرفع الألف، ويشير إلى الهمز بالضم، وهذه الترجمة غلط لا تجوز من جهة أصلاً في العربية، وقرأ الباقون ﴿ الذي اؤتمن ﴾ الذال مكسورة وبعدها همزة ساكنة بغير إشمام الضمّ، وهذا هو الصواب الذي لا يجوز غيره، وروى خلف وغيره عن سُليم عن حمزة ﴿ الذي اوتمن ﴾ يشمّ الهمزة الضمّ، وهذا خطأ أيضاً لا يجوز إلاَّ تسكين الهمزة. اهـ(١)
ما ذكره ابن مجاهد رحمه الله عن عاصم بروايتيه وعن خلف عن حمزة كله لا يقرأ به لهم، حيث لم يتواتر ذلك عنهم.
قال الإمام الداني رحمه الله بعد أن ذكر كلام ابن مجاهد عن عاصم: وهذا كله خطأ؛ وذلك أنَّ الجمع بين همزة فاء الفعل المرسومة واواً وبين همزة الوصل المرسومة الثاني، أي حال كان عن الوصل والابتداء ممتنع بإجماع(٢).
٨- قوله تعالى: ﴿ حج البيت ﴾ [آل عمران: ٩٧].
قال ابن مجاهد رحمه الله: قال حفص عن عاصم: الحَج الاسمُ، والحِجّ الفعل، قال أبو بكر: وهذا غلط؛ إنَّما الحج بالفتح الفعل، والحج الاسمُ بالكسر. اهـ(٣)
هذه المسألة التغليط فيها هو من حيث اللغة لا من حيث القراءة والرواية، والقولان كلاهما صحيح. (٤)
٩- قوله تعالى: ﴿ ( المحتويات ( - - - رضي الله عنهم - - ( - ( تمهيد - ( ( فهرس ( - - رضي الله عنه - - ( - - -... ﴾ [الأنعام: ٩٠].
قال ابن مجاهد رحمه الله: قرأ ابن عامر: ﴿ فبهداهم اقتدِهِ قل ﴾ بكسر الدال ويشم الهاء الكسر من غير بلوغ ياء، وهذا غلط؛ لأنَّ هذه الهاء هاء سكت لا تعرب في حال من الأحوال، وإنَّما تدخل ليبين بها حركة ما قبلها. اهـ(٥)
(٢) - جامع البيان: ٢/ ٢٦/أ.
(٣) - السبعة: ٢١٤.
(٤) - انظر: الحجة للفارسي: ٣/٧١-٧٣، إعراب القراءات السبع: ١/١١٧، فتح الوصيد: ٣/٧٩٢.
(٥) - السبعة: ق: ٦٩/ب، والمطبوع: ٢٦٢.