الأولى: كونها غير متواترة عن نافع رحمه الله، وهذا صحيح والحق مع ابن مجاهد فيه.
الثانية: كونها خطأ في اللغة، وهذا تبع فيه ابنُ مجاهد كثيراً من علماء اللغة، حيث صرحوا بأنَّها خطأ وأنَّ نافعاً رحمه الله قرأ بها لأنَّه لم يكن يدري ما العربية(١).
والحق أنَّ هذه القراءة ليست خطأً في العربية وإن جاءت على غير قياس؛ لأنَّ القياس فيها هو: ((معايش)) بالياء؛ لأنَّ الياء في مفردها أصلية ((عيش)) والدليل على عدم خطئها هو نصّ الفرّاء وغيره أنَّ بعض العرب تهمز هذا وشبهه.
وقد دافع الإمام أبو حيان رحمه الله عن هذه القراءة ونصرها وأنَّها صحيحة ولكن ليست متواترة بما ملخصه:
١- أنَّها رواها الثقات من القرّاء، وابن عامر وهو عربي صراح أخذ عن عثمان قبل ظهور اللحن، وكذا غيُره من كبار التابعين رووها.
٢- ورودها عن بعض العرب كما نقل عن الفرّاء.
ثم ختم دفاعه هذا بقوله: كثير من هؤلاء النحاة يسيئون الظن بالقرّاء، ولا يجوز ذلك. اهـ(٢)
فخلاصة القول أنَّ ﴿ معائش ﴾ بالهمز شاذّةٌ من حيث القراءة وقياس العربية، وأنَّ لها وجهاً في العربية، وهو ما سبق. والله أعلم.
١١- قوله تعالى: ﴿ ( مقدمة ( - ( - - ﷺ - - ( فهرس - - ﴾ - ﷺ - - - عليه السلام -- ﷺ - } [الأعراف: ١١١].
(٢) - انظر: البحر المحيط: ٤/٢٧١-٢٧٢، الدر المصون: ٥/٢٥٧.