قال ابن مجاهد رحمه الله: قال ابن ذكوان: ﴿ أرجئه وأخاه ﴾ بكسر الهاء والهمزة، وقال في سورة "الشعراء" ﴿ أرجئه ﴾ إحدى الهمزتين فيها(١) بين الجيم والهاء، لم يذكر غير ذلك، وهو غلط، لا يجوز كسر الهاء مع الهمزة، وقال هشام: ﴿ أرجئه ﴾ مهموز مرفوع، وهو الصواب. اهـ(٢)
وقال رحمه الله: ففي رواية ابن ذكوان بالهمز وكسر الهاء، وهذا غلط؛ لا يجوز كسر الهاء وقبلها همزة، وإنَّما يجوز كسرها إذا كان قبلها كسرة أو ياء ساكنة. اهـ(٣)
كذا قال ابن مجاهد رحمه الله في النسخة الخطية من "السبعة" أمَّا في النسخة المطبوعة ففيها: وقول ابن ذكوان هذا وهَم؛ لأنَّ الهاء لا يجوز كسرها وقبلها همزة ساكنة وإنَّما يجوز إذا كان قبلها ياء ساكنة أو كسرة، وأمَّا الهمز فلا. اهـ(٤)
تغليط ابن مجاهد رحمه الله لرواية ابن ذكوان إذا كان مرادُه من حيث اللغة، فهو غلطٌ(٥)، حيث إنَّ لها وجهاً في العربية، وأمَّا إن كان مرادُه من حيث الروايةُ فكلامه صحيحُ إذ أنَّها قراءةٌ شاذةٌ غير متواترة.
قال الإمام السخاوي رحمه الله بعد أن نقل كلام ابن مجاهد رحمه الله: فإذا ثبتت القراءة فلا وجه لإنكارها، وقال: ووجه هذه القراءة أنَّه لم يعتد بالساكن حاجزاً فكأنَّ الهاء وقعت بعد الجيم، وجاز ذلك في الهمز دون غيره من الأحرف الصحيحة؛ لأنَّ الهمز ليس كغيره؛ إذ هو قابل للتغيير والنقل. اهـ(٦)
(٢) - السبعة: ٢١٠.
(٣) - السبعة (الخطية): ق ٧٧/أ.
(٤) - السبعة (المطبوع): ٢٨٨.
(٥) - وتبعه كثير من الأئمة. انظر: الحجة للفارسي: ٤/٦٠-٦٢.
(٦) - فتح الوصيد: ٢/٢٦٧-٢٦٧، وانظر: جامع البيان: ٢/ق٦٣/ب، البحر المحيط: ٤/٣٦٠.