و أضيف هنا نصاً عن ابن خالويه رحمه الله حيث قال بعد أن نقل تغليط ابن مجاهد والنحويين لهذه القراءة: وله وجه عندي وذلك أنَّ الهمزة لما سكنت للجزم وبعدها الهاء ساكنة على لغة من يسكن كسر الهاء لالتقاء الساكنين، قال: فيحمل قول من خطأه أن يكون خطأ الرواية ولم ينعم النظر في هذا الحرف.
ثم أضاف رحمه الله: وقد اجترأ جماعة في الطعن على هؤلاء السبعة في بعض حروفهم وليس واحد منهم عندي لاحناً بحمد الله. اهـ
ثمّ دافع عن صنيع بعض العلماء في تلحينهم لبعض القراءات فقال: هؤلاء العلماء ربما لم يأخذوا أنفسهم بالاحتجاج لكل من يروي عن هؤلاء السبعة كعناية غيرهم به. اهـ(١)
١٢- قوله تعالى: ﴿ - - ( { - عليه السلام -(( - - ﴾ - - ( - - - رضي الله عنهم - - ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - قرآن كريم ( - صدق الله العظيم - رضي الله عنه - تم بحمد الله (( - - - رضي الله عنه -( - -.. } [الأعراف: ١٢٨].
قال ابن مجاهد رحمه الله:... حفص عن عاصم ﴿ يُوَرِّثها ﴾ مشدّدة الراء، ولم يروها عن حفص عن عاصم غير هبيرة وهو غلط، *المعروف عن حفص التخفيف*. اهـ(٢)
هذه القراءة شاذّةٌ لا يقرأ بها، وقد ذكر ابن خالويه علّة هذه القراءة فقال: كأنَّ حفصاً ذهب إلى قوله في الحديث ((من عمل بما علم ورّثه الله علم ما لم يعلم)) هكذا لفظ الحديث. اهـ(٣)
إن صحّت هذه العلّة، فيكون هذا هو الموضع الثاني، الذي أجد فيه حفصاً يترك قراءة معينة، ويختار أخرى مستدلاًّ عليها بالحديث، كما في الكلمة :﴿ ضعف ﴾ من سورة "الروم"(٤).
(٢) - السبعة: ق ٧٨/ب.
(٣) - إعراب القراءات: ١/٢٠٣.
(٤) - حيث نصّ علماء القراءات: ابن مجاهد والأهوازي وابن غلبون والداني وغيرهم أنَّ حفصاً قرأ عن نفسه لاعن عاصم بضم الضاد، وقال ابن الجزري: أختارُ الضم خلافاً لعاصم للحديث الذي رواه... الخ، ثم ذكر الحديث. انظر: السبعة: ٥٠٨، النشر: ٢/٣٤٥.