الثاني: قال أبو حيان الأندلسي: يمكن تخريج هذه القراءة على وجه آخر وهو أن لا يكون ((وليّ)) مضافاً إلى ياء المتكلم، بل هو اسم نكرة اسم ((إنَّ))، والخبر ((الله))، وحذف التنوين من ((ولي)) لالتقاء الساكنين، كما حذف في قراءة: ﴿ قل هو الله أحدُ الله ﴾ (١).
ومنه قول الشاعر(٢):

فَأَلْفَيْتُه غَيرَ مستعتِبٍ ولا ذاكرَ الله إلاّ قليلا
والتقدير في الآية: إن وليّاً حق وليَّ الله الذي نزل الكتاب، قال: وجعل اسم ((إنَّ)) نكرة والخبر معرفة معروف في فصيح الكلام، ومنه قول الشاعر(٣):
وإنَّ حراماً أن أَسُّبّ مجاشعاً بآبائيَ الشُّمِّ الكرامِ الخَضَارِمِ اهـ(٤)
وقال الأزهري رحمه الله: لا موضع للإدغام هنا لأنَّ الإدغام فيه مجمع بين ساكنين، ولكنَّ أبا عمرو لما رأى توالي الياءات اختلس لفظ بعضها اختلاساً خفياً بلطافته على ما هو معهود عنده من لطافة ألسنة العرب، فلا يطوع لسان الحضري لما يطوع له لسان البدوي. اهـ(٥)
١٤- قوله تعالى: ﴿ ( { - عليه السلام - - ( قرآن كريم - عليه السلام - - - عليه السلام -- ﷺ - - صدق الله العظيم - ( - { - ( - - ﴾ - قرآن كريم ( - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - - عليه السلام -(... } [التوبة: ٦١].
قال ابن مجاهد رحمه الله:
حدثني محمد بن يحيى عن نافع ﴿ ورحمةٍ ﴾ مثل حمزة خفضاً، وهو غلط. اهـ(٦)
الاعتراض هنا هو من حيث الرواية لا من حيث اللغة. وهو في محله لأنَّ المقروء به لنافع هو الرفع(٧).
(١) - وهي قراة شاذّة مروية عن أبي عمرو وعاصم. انظر: الشواذ: ١٨٢.
(٢) - هو أبو الأسود، في ديوانه: ١٢٣، وانظر: اللسان (عتب).
(٣) - هو الفرزدق، في ديوانه: ٨٤٤.
(٤) - البحر المحيط: ٤/٤٤٢، وانظر: الدر المصون: ٥/٥٤٣.
(٥) - علل القراءات: ١/٢٣٨.
(٦) - السبعة: ٣١٦، وانظر: إعراب القراءات السبع: ١/٢٥٠، علل القراءات: ١/٢٥٧.
(٧) - انظر: النشر: ٢/٢٨٠.


الصفحة التالية
Icon