قال ابن مجاهد رحمه الله: روى نصر بن علي(١) عن أبيه(٢) عن أبي عمرو: ﴿ فنجّى ﴾ مدْغم، كذا قال وهو غلط، لا يجوز الإدغام في هذا؛ لأنَّ الأولى متحركة والثانية ساكنة، ولا يجوز إدغام المتحرك في الساكن(٣)، والنون لا تدغم في الجيم، فمن يدغم فقد غلط، ولكنها حذفت من الكتاب(٤)، أعني النون الثانية لأنَّها ساكنة خفيفة تخرج من الخياشيم، فحذفت من الكتاب هي في اللفظ ثابتة. اهـ(٥)
بيّن ابن مجاهد رحمه الله وجه تغليطه لهذه القراءة الصحيحة المتواترة عن عاصم وابن عامر فقط من السبعة(٦).
وقال ابن مجاهد أيضاً: روى هبيرة عن حفص عن عاصم: ﴿ فننجي ﴾ بنونين مضمومة وخفيفة، وهذا غلط. اهـ(٧)
تغليط ابن مجاهد لهذه القراءة من حيث الرواية صحيح، إنَّه ليس المقروء به لحفص من الطرق المتواترة. وقال أبو علي الفارسي: ما رواه هبيرة عن حفص عن عاصم بنونين وفتح الياء فهو غلط ـ كما قال ابن مجاهد ـ من الراوي؛ لأنَّه لاشيء هاهنا ينتصب به الياء في قوله: ﴿ فننجي ﴾ والنون الأولى للمضارعة فلا يجوز أن تنتصب من غير ناصب له. اهـ(٨)
(٢) - علي بن نصر الجهضمي مقرئ محدث ثقة (١٨٩هـ). غاية النهاية: ١/٥٨٢-٥٨٣.
(٣) - من لطائف توجيه ذلك قول ابن خالويه: لأنَّ المتحرك حي، والساكن ميت، ومن شأن العرب أن تدفن ميتا في الحي، ولا يدفنون حيا في ميت. اهـ، إعراب القراءات: ١/٣١٨.
(٤) - يعني رسم المصحف.
(٥) - النص نقلته من النسخة الخطية: ق ٦٤/أ، وانظر: المطبوع: ٣٥٢.
(٦) - انظر: الحجة للفارسي: ٤/٤٤٤-٤٤٦، التيسير: ١٣٠.
(٧) - السبعة: ٣٥٢.
(٨) - الحجة: ٤/٤٤٦-٤٤٧.