وقد تبع الإمام ابن عطية(١) رحمه الله ابن مجاهد والفارسي في نقل هذه القراءة عن هبيرة وتغليطه إياه فقال: رواها ابن هبيرة عن حفص عن عاصم وهي غلط من ابن هبيرة. اهـ(٢)
وقد ردَّ الشيخ السمين(٣) على هذا التغليط من حيث العربية، وذكر أنَّ هذه القراءة ليست غلطاً من حيث الصنعة حيث إنَّ لها وجها، فقال: توهم ابن عطية أنَّه ﴿ فننجي ﴾ مضارع باق على رفعه، فأنكر فتح لامه وغلّط راويها، وليس بغلط؛ وذلك أنَّه إذا وقع بعد الشرط والجزم معاً مضارعٌ مقرونٌ بالفاء جاز فيه أوجهٌ، أحدها: نصبه بإضمار ((أن)) بعد الفاء كما في: ﴿ يغفر لمن ﴾ [البقرة: ٢٨٤]، ولا فرق بين أن تكون أداة الشرط جازمة كآية البقرة، أو غير جازمة كهذه الآية. اهـ(٤)
تنبيه هام:
جاء في النسخة المطبوعة من "التيسير" للإمام الداني: ((نافع وابن عامر بنون واحدة)) وهذا خطأ مطبعي صوابه: عاصم بدل نافع. والله أعلم(٥).
وقال رحمه الله في موضع سورة الأنبياء... ﴿ ((( - ( الله أكبر - رضي الله عنه -((( - ( تم بحمد الله ( - ( - ( - - - ﴾ [٨٨]: روى عبيد عن أبي عمرو وعبيد عن هارون عن أبي عمرو: ﴿ نجِّي المؤمنين ﴾ مدغمة، وهو وهم، لا يجوز الإدغام ها هنا؛ لأنَّ النون الأولى متحرّكة والثانية ساكنة والنون لا تدغم في الجيم، وإنَّما خفيت النون لأنَّها ساكنة تخرج من الخياشيم فحذفت من الكتاب وهي في اللفظ مبينة ومن قال تدغم فقد غلط. اهـ(٦)
تغليطه هنا هو من حيث الرواية ؛ فالمقروء به لأبي عمرو هو بنونين وتخفيف الجيم.
١٧- قوله تعالى: ﴿ من لدنّي ﴾ [الكهف: ٧٦].

(١) - عبد الحق بن غالب، من كبار المفسرين (ت: ٥٤٢هـ). بغية الوعاة: ٢/٧٣.
(٢) - المحرر الوجيز: ٩/٣٩٥.
(٣) - أحمد بن يوسف نحوي من كبار علماء عصره (ت: ٧٥٦هـ). غاية النهاية: ١/١٥٢.
(٤) - الدر المصون: ٦/٥٦٧-٥٦٨.
(٥) - انظر: التيسير: ١٣٠.
(٦) - السبعة: ق ١١٥/ب.


الصفحة التالية
Icon