قال ابن مجاهد رحمه الله: روى أبو عبيد عن الكسائي(١) عن أبي بكر عن عاصم في كتاب "القراءات"(٢) ﴿ لُدْني ﴾ بضم اللاَّم وتسكين الدال، وهو غلط. اهـ(٣)
ما ذهب إليه ابن مجاهد رحمه الله من تغليط هذه القراءة المنسوبة إلى شعبة إن كان مراده من الرواية فصحيح؛ إذ هذه القراءة غير متواترة ولا يقرأ بها له، وأمَّا إن كان التغليط مراداً به من حيث اللغة فهذا لا يسلم له.
قال أبو علي الفارسي رحمه الله: يشبه أن يكون التغليط من أبي بكر أحمد ـ ابن مجاهد ـ في وجه الرواية، فأمَّا من جهة اللغة ومقاييسها فهو صحيح. اهـ(٤)
ثمّ بين الفارسي رحمه الله وجه هذه القراءة من اللغة وأنَّها من باب إلقاء الحركة التي هي الضمة على الفاء نحو: عُضْد في عَضُد، وسُبْع في سَبُع، ثم قال: فهذه أوجه هذه الرواية في القياس. اهـ(٥)
١٨- قوله تعالى: ﴿ - - رضي الله عنهم - - - ( ﴾ - ( قرآن كريم ((( - (( - - - } [الكهف: ٩٧].
قال ابن مجاهد رحمه الله: كلهم قرأ ﴿ فما اسطاعوا ﴾ بتخفيف الطاء، غير حمزة، فإنَّه قرأ: ﴿ فما اسطَّاعوا ﴾ مشدّدة الطاء، يريد: ﴿ فما استطاعوا ﴾ ثم يدغم التاء في الطاء، وهذا غير جائز؛ لأنَّه قد جمع بين السين وهي ساكنة والتاء المدغمة وهي ساكنة. اهـ(٦)
(٢) - مفقود، وفي جامعة الإمام محمد بن سعود رسالة ماجستير عنه توصل الباحث إلى أنَّ كتاب "القراءات" هو في الخمسة عشر وليس خمساً وعشرين، والرسالة المذكورة كانت بإشراف شيخي د/إبراهيم الدوسري، ونوقشت سنة: ١٤٢١هـ.
(٣) - السبعة: ٣٩٦.
(٤) - الحجة للفارسي: ٥/٢٦٢.
(٥) - المصدر السابق، وانظر: إعراب القراءات: ١/٤٠٧-٤٠٨.
(٦) - السبعة: ٤٠١.