هذه القراءة التي لم يجوز ابن مجاهد وجهها من حيث العربية هي قراءة متواترة عن النبي - ﷺ - ولا عبرة بإنكار النحويين(١) لها حيث إنَّهم لم يستقرؤا جميع أساليب العرب في كلامهم، ولو استقرؤه لما ردوا هذه القراءة وأمثالها من القراءات المتواترة بحجة أنَّه ((لحن)) أو ((ضعيف))... الخ.
هذا وقد ذكر العلماء وجهين في تخريج هذه القراءة على كلام العرب:
الأوَّل: لما لم يمكن إلقاء حركة التاء على السين لئلاّ يحرك ما لا يتحرك أدغم مع الساكن وإن لم يكن حرف لين. اهـ(٢)
الثاني: أنَّ بعض العرب تتوهم بالساكن الحركة وبالحركة السكون(٣).
وقال أبو عمرو الداني: أدغم التاء في الطاء وجمع بين ساكنين في الوصل والجمع بينهما في مثل ذلك جائز مسموع، ومما يقوي ذلك ويسوغه أنَّ الساكن الثاني لما كان اللسان عنده يرتفع عنه وعن المدغم ارتفاعة واحدة صار بمنزلة الحرف المتحرك، فكأنَّ الساكن الأوَّل قد ولي متحركاً. اهـ(٤)
١٩- قوله تعالى: ﴿ { المحتويات ( بسم الله الرحمن الرحيم ﴾ - قرآن كريم ( - ( - - - - - رضي الله عنهم -( - ( } [طه: ٦٤].
(٢) - انظر: الحجة للفارسي: ٥/١٨١-١٨٢، الدر المصون: ٧/٥٥٠.
(٣) - إعراب القراءات: ١/٤٢٢.
(٤) - جامع البيان (مخطوط) ق٣/ق١٠٩-١١٠.