قال ابن مجاهد رحمه الله: كلهم قرأ ﴿ ثم ائتوا ﴾ بفتح الميم إلاَّ ما حدّثني به محمد بن الجهم(١) عن خلف(٢) والهيثم(٣) قالا عن عبيد بن عقيل(٤) عن شبل(٥) عن ابن كثير ﴿ ثم ايتوا ﴾ بكسر الميم غير مهموزة ويأتي بالياء التي بعدها تاء، وهذا غلط؛ لأنَّه كسر الميم من ﴿ ثم ﴾ وحظها الفتح ولا وجه لكسرها، وإنَّما أراده ابن كثير أن يتبع الكتاب فلفظ بالياء التي خلفت الهمزة بعد فتحة الميم. اهـ(٦)
هذه القراءة المنسوبة لابن كثير شاذّة لا يقرأ بها، وما ذهب إليه ابن مجاهد رحمه الله ومن وافقه(٧) في أنَّها ((غلط)) أو ((وهم))(٨) فهو المشهور في العربية وهو القياس.
وذهب ابن خالويه رحمه الله إلى أنَّ لها وجهاً وهو: أنَّ كسر الميم من ﴿ ثم ﴾ إنَّما هو من أجل التقاء الساكنين، قال: والعرب تجيزه في نحو ((فُظَّ)) و((غُضَّ)) و((ثُمَّ)) و((زًرَّ))، ومنه قول الشاعر(٩):
فَغُضَّ الطرف إنَّك من نُمَيرٍ | فلا كعباً بَلَغتَ ولا كِلاباً |
٢٠- قوله تعالى: ﴿ وضياء... ﴾ [الأنبياء: ٤٨].
(٢) - ابن هشام البزار، أحد راويي حمزة، وهو أحد القراء العشرة أيضاً (١٥٠-٢٢٩هـ). غاية النهاية: ١/٢٧٢-٢٧٤.
(٣) - ابن خالد، مقرئ متصدر. غاية النهاية: ٢/٣٥٧.
(٤) - البصري، راو ضابط صدوق (ت: ٢٠٧هـ). غاية النهاية: ١/٤٩٦.
(٥) - ابن عباد، مقرئ مكة (٧٠-١٦٠هـ). غاية النهاية: ١/٣٢٣-٣٢٤.
(٦) - كتبت هذا النص من النسخة الخطية: ق١١٢/أ، وذلك لاختلافها مع المطبوع: ٤٢٠.
(٧) - كالفارسي والأزهري وغيرهما.
(٨) - انظر: علل القراءات: ١/٣٩١.
(٩) - هو جرير، ديوانه: ٧٥.
(١٠) - انظر: إعراب القراءات: ٢/٤١، إعراب القراءات الشواذ: ٢/٧٧-٧٨، البحر المحيط: ٦/٢٥٦.