وقال السمين الحلبي رحمه الله: كثيراً ما يتجرء أبو بكر على شيخه ويغلّطه، قال: وهذا لا ينبغي أن يكون، فإنَّ قنبلاً بالمكان الذي يمنع أن يتكلم فيه أحد. اهـ(١)
وهذه القراءة لا يجوز تغليطها لتواترها روايةً وصحتها لغةً؛ حيث وجهوها على القلب، أي أخرت العين إلى موضع اللاَّم، وقُدّمت اللاَّم إلى موضعها، فصارت الياءُ طرفاً بعد ألف زائدة فقلبت همزةً كـ ((سقاء)). اهـ(٢)
٢١- قوله تعالى: ﴿... ولؤلؤا... ﴾ [الحج: ٢٣].
قال ابن مجاهد رحمه الله: روى المعلّى بن منصور(٣) عن أبي بكر عن عاصم: ﴿ لؤلؤاً ﴾ بهمز الأولى ولا يهمز الثانية، وهذا غلط. اهـ(٤)
التغليط هنا هو من حيث الرواية؛ لأنَّ المقروء به لشعبة هو ترك الهمزة الأولى(٥). والله أعلم.
٢٢- قوله تعالى: ﴿... سِخرياً... ﴾ [المؤمنون: ١١٠].
قال ابن مجاهد رحمه الله: روى هبيرة عن حفص عن عاصم ﴿ سُخرياً ﴾ مرفوعاً(٦)، وهو غلط. اهـ(٧)
التغليط من حيث الرواية؛ لأنَّ المقروء به لحفص هو كسر السين(٨).
٢٣- قوله تعالى: ﴿ إذ تلقونه... ﴾ [النور: ١٥].
قال ابن مجاهد رحمه الله: روى... عن أبي عمرو: ﴿ إذ تلقونه ﴾ مشدّدة التاء مثل ابن كثير يدغم الذال في التاء. وهذا خطأ.. قال: وهو رديء جداً إلاَّ أن يظهر الذال من ﴿ إذ ﴾. اهـ(٩)
هذه القراءة المنسوبة إلى أبي عمرو تعتبر انفرادة له، وليست شاذة لأنَّها متواترة عن ابن كثير رحمه الله، وأمَّا أبو عمرو فالمقروء له هو بالإدغام(١٠).
(٢) - انظر: فتح الوصيد: ٣/٩٧١، إبراز المعاني: ٣/٢١٩.
(٣) - أبو يعلى الرازي، مقرئ وفقيه حنفي (ت: ٢١١هـ). غاية النهاية: ٢/٣٠٤.
(٤) - السبعة: ٤٣٥.
(٥) - انظر: التيسير: ١٥٦.
(٦) - أي: بضم السين.
(٧) - السبعة: ١٤٨.
(٨) - انظر: التيسير: ١٦٠.
(٩) - السبعة: ق: ١٢٠/ب، والمطبوع: ٤٥٣-٤٥٤.
(١٠) - انظر: التيسير: ٤٢، غيث النفع: ٣٠٢.