وعلى ذلك فلا وجه لتخطئتها أو وصفها بأنَّها ((ردئية)) وذلك ـ إضافة إلى صحتها قراءةً ـ لأنَّ لها وجهاً في العربية، وهو الجمع بين ساكنين على رغم اعتراض بعض اللغويين عليه، والصحيح أنَّه واردٌ.
والعجب أنَّ ابن خالويه رحمه الله تبع شيخه ابن مجاهد في تضعيفه لهذه القراءة هنا بحجة أنَّ فيها الجمع بين ساكنين، وكان قد دافع بقوة عن الجمع بين ساكنين في قراءة ﴿ نعمّا ﴾ فقال رحمه الله: متى ما صحّ الشيء عن النبي - ﷺ - لم يحل للنحوي ولا غيره أن يعترض عليه. اهـ(١)
٢٤- قوله تعالى: ﴿ ويخلد فيه... ﴾ [الفرقان: ٦٩].
قال ابن مجاهد رحمه الله: عن أبي عمرو ﴿ ويُخْلَد ﴾ بضم الياء وفتح اللاَّم وجزم الدال، وهو غلط. اهـ(٢)
هذه القراءة شاذّة لا يقرأ بها، وهي غلط كما قال ابن مجاهد من حيث الرواية، أمَّا من حيث العربية فقال أبو علي الفارسي رحمه الله: المعنى: خَلَدَ هو، وأخلده الله، ويكون ((يُخْلَد)) مثل ((يُكرم)) و((يُعطى)) في أنَّه مبني من ((أفعل))، ويكون قد عطف فعلاً مبنيا للمفعول على مثله. قال: إلاَّ أنَّ الرواية إذا لم تكن صحيحة لم يجز أن تنسب إلى الذي تروى عنه. اهـ(٣)
٢٥- قوله تعالى: ﴿ لا يحطمنكم... ﴾ [النمل: ١٨].
قال ابن مجاهد رحمه الله: قرأ عبيد عن أبي عمرو: ﴿ لا يحطمنْكم ﴾ ساكنة النون، وهو غلط. اهـ(٤)

(١) - انظر: إعراب القراءات: ١/١٠١-١٠٢.
(٢) - السبعة: ٤٦٧
(٣) - الحجة للفارسي: ٥/٣٥٢.
(٤) - السبعة: ٤٧٩.


الصفحة التالية
Icon