مولده: ٢٤٥هـ بسوق العطش، وهي محلة ببغداد، ولهذا يقال له: العَطَشي(١).
درس القرآن والحديث والعربية على كثير من شيوخ عصره(٢).
وقرا عشرين ختمة من القرآن الكريم على عبد الرحمن بن عبدوس وقنبل وغيرهما كثير، كان رحمه الله مع علو مكانته في العلم والدين ومعرفته بعلوم القرآن حسن الأدب، رقيق الخلق، كثير المداعبة جواداً. اهـ(٣)
لم أجد عند مَن ترجم له قدحاً أو جرحاً إلاَّ ما نقل عن الشيخ ابن شنبوذ رحمه الله حيث أنكر ختمة ابن مجاهد على قنبل، ووصفه بوصف لا يليق بأهل القرآن فضلاً عن كبار العلماء، وغير عباراته الأخرى وهي: هذا العطشي ـ يعني ابن مجاهد ـ لم تغبر قدماه في طلب العلم. اهـ(٤)
ولا شك أنَّ الله تعالى قد هيأ لابن شنبوذ من لقي كبار العلماء ما لم يتهيأ لابن مجاهد، ومع هذا فلا يلتفت لكلام الاثنين أحدِهما في الآخر لأنَّه قد وقع بينهما ما
يقع عادة بين الأقران(٥)
الفهرست: ٥٣، تاريخ بغداد: ٥/١٤٤-١٤٨، معجم الأدباء: ٥/٦٥-٧٣، سير أعلام النبلاء: ١٥/٢٧٢-٢٧٤، معرفة القراء الكبار: ٢/٥٣٣-٥٣٨، طبقات الشافعية الكبرى: ٣/٥٧-٥٨، غاية النهاية: ١/١٣٩-١٤٢.
(٢) - انظر: معرفة القراء: ٢/٥٣٤.
(٣) - ذكر العلماء له أوصافاً ومحاسن غير هذا، إلاَّ أنِّي اخترت ما ذكرت لمغزىً تربوي وهو ما كان عليه سلفنا الصالح من حسن أدب وظرافة خلق لا تقدح في المروءة ولا تذهب ببهاء العلم ووقاره.
(٤) - انظر: غاية النهاية: ٢/٥٤.
(٥) - ما وقع بين الإمامين: ابن مجاهد وابن شنبوذ رحمهما الله تعالى وعفا عنا وعنهما مشهور ومذكور، وذلك بسبب الخلاف بينهما في حكم ((القراءات الشاذّة)) في قصة طويلة ذكرها المترجمون لهما انتهت بانتصار ابن مجاهد وإيداع ابن شنبوذ السجن حتى مات فيه سنة: ٣٢٨هـ رحمه الله.
وقد بالغ أبة حيان التوحيدي في مناصرة ابن شنبوذ في عبارته: لم ينزل الله تعالى اختيار ابن مجاهد من السماء، وإنَّما اجتهد كما اجتهد من تقدم. اهـ البصائر والذخائر: ٨/٦٥.
ومهما يكن من شيء فيما جرى بين هذين الإمامين فما كان حرياً بابن شنبوذ أن يُسجن ويُضرب، ورحم الله أبا شامة عندما كتب: ابن شنبوذ لم يكن مصيباً فيما ذهب إليه، لكن خطأه في واقعة لا يسقط حقه من حرمة أهل القرآن والعلم، وكان الرفق به أولى من إقامته مقام الدعار والمفسدين. اهـ المرشد الوجيز: ١٩١-١٩٢.