وفاته: توفى ابن مجاهد رحمه الله سنة: ٣٢٤هـ.
ثانياً: منهج ابن مجاهد في تضعيف القراءات:
((منهجه)) رحمه الله في هذه المسألة واضح وجلي، وذلك من خلال اختلاف ((الصيغ)) التي استخدمها، وهي متنوعة كالتالي:
١- الغَلَط: وهذا الحكم هو الأكثر، فكثيراً ما يقول بعد ذكره القراءة: ((وهو غلط)).
٢- الخطأ: كأن يقول: وهو خطأ، وأحياناً يزيد في الإيضاح فيقول: خطأ في العربية(١).
٣- الوهم: فيقول: وهو وَهَم، أو وهذا وهَم.
٤- ليس بشيء.
٥- لا يجوز، وأحياناً يزيد في البيان ويقول: لا يجوز لغة(٢).
ثالثاً: خطة البحث:
سلكت في هذا البحث منهج المؤلِّف نفسه فاتبعت ترتيبه إلاَّ في كلمات لها نظائر، جعلتها في موضع واحد؛ للفائدة والاختصار، ولم أجعل عناوين للسور وذلك لقلة الكلمات من جهة، ولوجود سور كثيرة لا كلام عليها، فاكتفيت بوضع اسم السورة ورقم الآية أمام الكلمة المراد البحث فيها.
والله تعالى أعلم
القراءات التي حكم عليها
ابن مجاهد بالغلط والخطأ
في كتابه ((السبعة))
١- قوله تعالى: ﴿ غير المغضوب عليهم ﴾ [الفاتحة: ٧].
قال ابن مجاهد رحمه الله:... عن الخليل بن أحمد(٣) قال: سمعت عبد الله بن كثير المكي(٤)أنَّه كان يقرأ: ﴿ غيرَ المغضوب عليهم ﴾... وقد قال الأخفش(٥): نصب ﴿ غير ﴾ على الاستثناء، وهذا غلط. اهـ(٦)
هذه القراءة ـ أعني نصب ﴿ غير ﴾ ـ قراءةٌ شاذّةٌ حتى وإن كانت مرويةً عن ابن كثير رحمه الله.
اختلف المعربون في وجه النصب هنا:
(٢) - انظر: السبعة: ٤٩٤.
(٣) - الفراهيدي، إمام اللغة والنحو والعروض (ت: ١٧٠، وقيل ١٧٧هـ) روى عن عاصم وابن كثير. غاية النهاية: ١/٢٧٥.
(٤) - المكي، أحد القراء السبعة (٤٥-١٢٠هـ) لقي ابن الزبير وأنس وغيرهما من الصحابة. غاية النهاية: ١/٤٤٣-٤٤٤.
(٥) - سعيد بن مسعدة، صاحب سيبويه (ت: ٢٢١هـ). بغية الوعاة: ١/٥٩٠.
(٦) - السبعة: ١١٢.