تغليط ابن مجاهد رحمه الله لقراءة أبي جعفر لا يسلّم له، حيث إنَّها قراءة عشرية متواترة عن النبي - ﷺ - فلا وجه لتغليطها وإنكارها(١).
٣٣- قوله تعالى: ﴿ ولا تذرن ودّاً ﴾ [نوح: ٢٣].
قال ابن مجاهد رحمه الله: روى أبو الربيع(٢) عن بريد(٣) عن أبي بكر عن عاصم: ﴿ ودّاً ﴾ مضمومة الواو، ولم يروه غيره عن عاصم، وهو غلط. اهـ(٤)
وقال أيضاً رحمه الله: وحدّثني المروزي عن أبي بكر عن عاصم أنَّه قرأ ﴿ وداً ﴾ مضمومة مثل نافع، وهو غلط. اهـ(٥)
هذا كله غلط من حيث الرواية فلا يُقرأ به لعاصم رحمه الله؛ إذ المقروء به له هو ﴿ وَدا ﴾ بفتح الواو(٦).
٣٤- قوله تعالى: ﴿ عليهم نار مؤصدة ﴾ [البلد: ٢٠].
قال ابن مجاهد رحمه الله: حدثني الدباغ(٧) عن أبي الربيع عن حفص عن عاصم: ﴿ مؤصدة ﴾ مهموزة، و ﴿ المشئمّة ﴾ مشدّدة، كذا قال، وليس له وجه(٨). اهـ
أمَّا ﴿ مؤصدة ﴾ بالهمز فمتواتر، وأمَّا ((المشأمّة)) بالتشديد فشاذّة لا يقرأ بها، وقد تبع الفارسيُّ ابن مجاهد في عدم معرفة وجهها، فقال: وأمَّا التشديد في ﴿ المشأمة ﴾ فلا أعلم له وجهاً(٩).
تنبيه: قول ابن مجاهد رحمه الله: ﴿ المشأمة ﴾ ((مشدّدة)) بيّن ابن خالويه رحمه الله موضع التشديد وكذا وجهه، فقال بعد أن ذكر قراءتين فيها: وفيها قراءة ثالثة رويت عن حفص :﴿ المشّمة ﴾ بتشديد الشين؛ وذلك أنَّ من العرب مَن إذا أسقط الهمزة شدّد الحرف الذي قبل الهمزة عوضاً مما حذف. اهـ(١٠)
٣٥- قوله تعالى: ﴿ أن رءاه.. ﴾ [العلق: ٧].

(١) - انظر: النشر: ٢/٣٩٠.
(٢) - سليمان بن داود البصري (ت: ٢٣٤هـ). غاية النهاية: ١/٣١٣-٣١٤.
(٣) - ابن عبد الوهاب، مقرئ، ضرير (ت: ٣٥٣هـ). غاية النهاية: ١/١٧٦.
(٤) - السبعة: ٦٥٣.
(٥) - نفس المصدر السابق.
(٦) - انظر: النشر: ٢/٣٩١.
(٧) - محمد بن حماد بن ماهان، أبو جعفر، شيخ مقرئ. غاية النهاية: ٢/١٣٥.
(٨) - السبعة: ٦٨٧.
(٩) - الحجة للفارسي: ٦/٤١٧.
(١٠) - إعراب القراءات السبع: ٢/٤٨٧.


الصفحة التالية
Icon