يريد ((وصاني)) (١).
وقيل: حذف الألف لدلالة الفتحة عليها. اهـ(٢)
٣٦- قوله تعالى: ﴿ وتواصوا بالصبر ﴾ [العصر: ٣].
قال ابن مجاهد رحمه الله: أبو عمرو: ﴿ بالصبر ﴾ يشمّ الباء شيئا من الجر ولا يشبع، قال أبو بكر بن مجاهد: لا يجوز إلاَّ في الوقف لأنَّه ينقل كسر الراء إلى الباء. اهـ
وقال أيضاً:.... يقرأ ﴿ والعصِر ﴾ يقرأ فكسر الصاد، وهذا لا يجوز إلاَّ في الوقف؛ لأنَّه ينقل حركة الراء إلى الصاد ويسكن الراء. اهـ(٣)
ما ذهب إليه ابن مجاهد رحمه الله من عدم الجواز إلاَّ في الوقف هو المشهور، أمَّا في الوصل فلا يكون في القراءة وأمَّا في العربية فيجوز على اعتبار إجراء الوصل مجرى الوقف. اهـ(٤). والله أعلم.
وهنا انتهى ما أردت عرضه ودراسته مما ((غلّطه)) ابُن مجاهد أو ((وهّمه)) أو ((خطَّأه)) في كتابه "السبعة". والله الهادي إلى الصواب.
خاتمة البحث
قبل أن أرفع القلم أرى واجباً عليَّ القول بأنَّ ابن مجاهد رحمه الله إمام من أئمة علم القراءات، مكانته محفوظة في القلب بالتقدير والاحترام، لكنه ليس معصوماً، وما في هذا البحث من مسائل مخالفة له فإنَّما هي أقوال غيره من العلماء ترجّح لديّ أنَّ الصواب والحقّ فيها لا فيما ذهب إليه هو رحمه الله، فهو في الحقيقة ردُّ العلماء عليه، وأسجل هنا ما ذكره الإمام ابن حزم الأندلسي رحمه الله (٣٨٤-٤٥٦هـ): وليس فضلهم ـ العلماء ـ بموجب قبول آرائهم ولا بمانعٍ أن يَهِموا فيما قالوه بظنِّهم، لكن فضلهم معفٍّ على كلّ خطأ منهم، وراجح به، وموجب تعظيمهم وحبّهم. اهـ [الإحكام: ١/١١٣].
(٢) - انظر: إعراب القراءات الشاذة: ٢/٧٢٦، الموضح في وجوه القراءات وعللها: ٣/١٣٨٢.
(٣) - السبعة: ٦٩٦.
(٤) - انظر: الحجة للفارسي: ٦/٤٣٩، الموضح: ٣/١٣٩٦.