"هو أحد العشرة الذين أرسلهم عمر بن عبد العزيز من التابعين، وولي قضاء الجند بافريقية لهشام بن عبد الملك، ذكره ابن يونس وقال: كان أحد القراء الفقهاء"(١).
وقال ابن حجر وغيره: "بعثه عمر بن عبد العزيز إلى المغرب ليقرئهم القرآن"(٢).
روى من التابعين عن أبي تميم عبد الله بن مالك الجيشاني(٣)وأخرج له النسائي في سننه عن عقبة بن عامر٢ أما الرواة عنه فمنهم عبد الله بن زحر(٤)وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم(٥)وبكر بن سوادة زميله في البعثة(٦)ومن الطريف أنه وحده من بين أفراد البعثة نعت بـ"القارئ"، وقد جاء عن شيخه أبي تميم الجيشاني أنه كان من المختصين بمعاذ بن جبل ـ رضي الله عنه ـ، وأنه تعلم عليه القرآن(٧).
٢- حبان بن أبي جبلة القرشي المصري ـ من موالي بني عبد الدار ـ
كان "من أهل الدين والفضل روى عن جماعة من الصحابة منهم عبد الله بن عباس وعمرو بن العاص وولده عبد الله، وروى عنه زياد بن أنعم وأبو شيبة عبد الرحمن بن يحيى الصدفي وعبيد الله ابن زحر، سكن القيروان وانتفع به أهلها"(٨).
دخل افريقية مع رجال البعثة العمرية وبقي بها حتى توفي بالقيروان سنة (١٢٥-١٢٢)(٩)، وقد وهم فيه بعضهم فعده من الصحابة(١٠)، كما وهم بعضهم في جعل مرسله إلى مصر لتفقيه أهلها عمر بن الخطاب(١١).
٦- سعد بن مسعود التجيبي المصري
(٢) - تهذيب التهذيب: ٢/٧٩ ومعالم الإيمان: ١/٢٠٢ وحسن المحاضرة: ١/٢٩٨.
(٣) - سنن النسائي ٣/٢٣٣-٢٣٤ المطبعة التجارية الكبرى بمصر.
(٤) - رياض النفوس ١/١١٤.
(٥) - معالم الإيمان ١/٢٠٢ وكذا ١/٢٣٠-٢٣٧.
(٦) - رياض النفوس ١/١١٤.
(٧) - أسد الغابة لابن الأثير ٥/١٥٢ طبعة طهران (في خمسة أجزاء) ١٩٨٠.
(٨) - رياض النفوس ١/١١١-١١٢ ترجمة ٣٥.
(٩) - رياض النفوس ١/١١١-١١٢ وتهذيب التهذيب ٢/٢٧١.
(١٠) - حسن المحاضرة ١/١٩٠.
(١١) - نفس المصدر والصفحة.
"فليرو ذلك كله عني أو ما شاء منه عن الإمام المقرئ أبي داود، وليرو من أحب، وليقل فيه أو ما شاء منه إذا صح عنده وعارض بكتبي، أو ما ثبت عنده عني، حدثنا أو أخبرنا أو أنبأنا... ثم ذكر رواية عيسى بن مسكين المشهورة في صحة الإجازة(١) وقال: "نفعني الله وإياه بما علمنا، وشرح صدورنا للعلم وجعلنا من أهله، وممن يريد به وجهه خالصا، وسلك بنا طريق أسلافنا، ومنهاج أئمتنا، وما كان عليه أصحاب محمد ـ ﷺ ـ وتابعوهم بإحسان، وخالفوهم من أئمة الدين، وفقهاء المسلمين، وعصمنا من البدع المضلة، والأهواء المهلكة، آمين يا رب العالمين، وصلى الله على محمد خاتم النبيئين، وأصحابه المنتخبين، وأزواجه الطاهرات أمهات المومنين، وسلم تسليما"(٢).
٤- علي بن عبد الله بن خلف بن النعمة أبو الحسن الأنصاري البلنسي (٤٩١ـ٥٦٧)
إمام كبير كثير الشيوخ من أعلام أئمة شرق الأندلس من طبقة أبي الحسن بن هذيل، قال فيه أبو عمر ابن عات: "إمام بلنسية وفقيهها المشاور، وأستاذها الذي لا يبارز، وخطيبها الذي لا يجاوز، مقرئ فائق، ونحوي حاذق... وأخذ عنه عالم كثير، منهم ابن عات المذكور، وأبو عبد الله بن نوح، وأبو بكر عتيق بن خلف الأمي، وألف تفسير الكتاب العزيز(٣).
(٢) - النص بتمامه في فتح الوصيد ـ لوحة ١٢ـ١٥، ولم يذكر تاريخ إجازة ابن هذيل له كما فعل بسابقتها.
(٣) - يسمى تفسيره "ري الظمآن في علوم القرآن".