٤- المغيرة بن أبي بردة الكناني حليف بني عبد الدار.. معدود في التابعين روى عن أبى هريرة وغيره، وروى عنه موسى بن الأشعث البلوي وابن أنعم وولده عبد الله بن المغيرة، وروى عنه من أهل مصر يزيد بن أبى حبيب والحارث بن يزيد وسعيد بن سلمة، وغزا مع موسى بن نصير المغرب والأندلس(١).
٨- ومنهم ولده أبو المغيرة عبد الله بن المغيرة القرشي "من فضلاء التابعين، يروي عن أبيه وعن سفيان بن وهب صاحب رسول الله ﷺ ممن أقاموا بافريقية عهدا طويلا(٢).
٦- ومنهم عمارة بن غراب التجيبي وهو تابعي يروي عن عائشة أم المؤمنين وغيرها، سكن القيروان وروى عنه ابن أنعم، وذكره سحنون في تآليفه(٣).
٧- ومنهم زياد بن أنعم الشعباني والد عبد الرحمن من فضلاء التابعين، يروي عن ابن عمر وأبي أيوب الأنصاري، وروى عنه ابنه عبد الرحمن، سكن القيروان واختط بها مسجدا في ناحية باب نافع"(٤).
٨- عبد الرحمن بن السميفع، ويعرف بابن وعلة المصري، كان من أهل الفضل والدين معدودا في التابعين، روى عن ابن عمر وابن عباس، وروى عنه زيد بن أسلم ويحيى بن سعيد الأنصاري والقعقاع بن حكيم وابن أنعم وغيرهم، سكن افريقية، وكان بها مسجده"(٥).
٩- أبو عبد الله علي بن رباح بن قصير اللخمي، "كان فاضلا جليلا من جملة التابعين، يروي عن جماعة من الصحابة عمرو بن العاص وولده عبد الله وعقبة بن عامر وأبى هريرة وعائشة أم المؤمنين، وروى عنه جماعة كثيرة، قدم افريقية مجاهدا، وسكن القيروان واختط بها دارا ومسجدا.. وانتفع به وتفقه على يديه أهل القيروان، وكان راوية ابن عباس وأبي هريرة"(٦).
(٢) - نفسه ١/١٢٨ ترجمة ٤٦.
(٣) - نفس المصدر والصفحة.
(٤) - نفس المصدر ١/١٢٩ ترجمة ٤٧.
(٥) - رياض النفوس ١/١٣٠-١٣١ ترجمة ٤٨.
(٦) - نفسه ١/١١٩-١٢٠ ترجمة ٤٠.
وقال ابن عبد الملك المراكشي: "وكان من جلة أئمة المقرئين، كثير المحفوظات، جامعا لفنون العلم بالتفسير، محدثا راوية ثقة، فقيها مستبحرا، متحققا بالعربية، مبرزا فيها، بارع الأدب، شاعرا مجيدا، عارفا بالرؤيا وعبارتها دينا فاضلا صالحا، مراقبا لأحواله، حسن المقاصد، مخلصا في أقواله وأفعاله، جرت مسألة فقهية بمحضره، فذكر فيها نصا، واستحضر كتابا فقال لهم: اطلبوها منه في مقدار كذا وكذا، ومازال يعين لهم موضعها حتى وجدوها حيث ذكر، فقالوا: أتحفظ الفقه؟ فقال لهم: إني أحفظ وقر جمل من كتب، فقيل له: هلا درستها؟ فقال: ليس للعميان إلا القرآن.. ثم قال بعد كلام:
"وظهرت عليه كثير من كرامات الأولياء، وأثرت عنه، كسماع الأذان مرارا لا تحصى بجامع مصر وقت الزوال من غير المؤذنين"(١).
وقال الحافظ ابن الجزري: "وكان إماما كبيرا، أعجوبة في الذكاء، كثير الفنون، آية من آيات الله تعالى، غاية في القراءات، حافظا للحديث، بصيرا بالعربية، إماما في اللغة، رأسا في الأدب، مع الزهد والولاية والعبادة والانقطاع والكشف، شافعي المذهب، مواظبا على السنة، بلغنا أنه ولد أعمى، ولقد حكى عنه أصحابه ومن كان يجتمع به عجائب، وعظموه تعظيما بالغا، حتى أنشد الإمام الحافظ أبو شامة المقدسي(٢) ـ رحمه الله ـ من نظمه في ذلك:
رأيت جماعة فضلاء فازوا... برؤية شيخ مصر الشاطبي
وكلهم يعظمه ويثني... كتعظيم الصحابة للنبي(٣)
(٢) - سيأتي في شراح قصيدة الشاطبي في القراءات.
(٣) - غاية النهاية ٢/٢١ اترجمة ٢٦٠٠.