ولد سنة ١٢٨ هـ، وتلقى العلم بالقيروان، وسمع من عبد الرحمن بن زياد بن أنعم وموسى بن علي بن رباح وغيرهما.. وكان له مسجد خاص يقرئ فيه، وقد تقدم ذكر زيارة هرثمة بن أعين له في موكبه، وقد "أهدى إليه مزودا مليئا بالدراهم فأبى قبولها"(١).
وكان أخذه للقراءة عن قارئ من القيروان سبق أن ذكرناه في المعلمين هو مسافر بن سنان الواعظ(٢)ولقد حدث يحيى بن زكرياء بن الحكم عن أبيه(٣)قال:
"قلت للبهلول بن راشد يا أبا عمرو، أرأيت هذه القراءة التي تقرأ عندك أشيء رويته عن السلف فنرويه عنك، أم شيء رأيته؟ فقال لي: ما أخذته عن أحد(٤)، إلا أني كنت عند معلمي أخيط وكان يرسلني فأمر على مسافر بن سنان في المسجد الجامع ـ وهو يذكر الناس ـ وقوم من القراء يقرأون، فأقف عليه وأستحلي سماع ذلك، فأبطئ على معلمي، فحاسبت نفسي وقلت لا يسوغ لي هذا ولا يسعني ذلك لأني مستأجر، فكنت آخذ من معلمي "طريحة" أعملها بأجرة معلومة.. فإذا فرغت منها مضيت إلى مجلس مسافر، فأسمع ما يجري في مجلسه من المواعظ والذكر فانتفعت بذلك، وبقيت حلاوة تلك المجالس في قلبي ومنفعتها إلى الآن، ـ قال البهلول ـ وهؤلاء القراء إن أتوني سمعت قراءتهم، وإن غابوا لم أرسل وراءهم"(٥).
(٢) - ترجمته في رياض النفوس ١/١٩٩ ترجمة ٨٥.
(٣) - هو زكرياء بن الحكم أبو يحيى اللخمي، كان من أهل العلم سمع من مالك وحيوة بن شريح.. له ترجمة في ترتيب المدارك ٣/٣٢٤ ورياض النفوس ١/٢٣٨ ترجمة ٩٢ – ومعالم الإيمان ٢/٦٨-٦٩.
(٤) - لعله يعني أنه أخذ ذلك سماعا دون عرض.
(٥) - رياض النفوس ١/١٩٩-٢٠٠.
وأم القران الكل سبعا يعدها | ولكن عليهم أولا يسقط "المثر(١) |
ويعتاض "لسم الله" و"المستقيم" قل | لكل، وما عدوا "الذين"على ذكر |
وفي البقرة في العد بصرية (ر)ضا | (ز)كا (ف)يه وصفا، وهي خمس عن "الكثر"(٢) |
"أليم" (د)نا و"مصلحون" فدع له | وثاني "أولي الألباب" دع(ج)انب (ا)لوفر |
وفي "الناس" ست، والشآمي ومكة | (ز)كا لهما "الوسواس عد وكن مدري |
وتمت بحمد الله حسنى مفيدة | فلله رب العرش حمدي مع الشكر |
وأبياتها تسعون مع مائتين قل | وزد سبعة تحكي اللجين مع الدر |
وأهدي صلاة الله ثم سلامه | على المصطفى والآل مع صحبه الغر |
والاتباع أهل العلم والزهد والتقى | مع الفضل والإحسان والعفو والصبر |
(٢) - يعني المكي والمدني والشامي. والراء تعني قيمتها العددية وهي ٢٠٠ وكذلك الزاي ٧ والفاء ٨٠ ومجموع ذلك ٢٨٧ وهو عدد آي سورة البقرة حسب العد البصري، والدال بعدها في "دنا" للشامي وهو الذي عد "عذاب أليم بما كانوا يكذبون "وأسقط" مصلحون" ـ ينظر جمال القراء ١/٢٠٠.