- وعبد الله بن محمد بن سعيد بن الأشج، وهو فقيه قيرواني عراقي المذهب كان يحتال في تسويغ الربا للصارفة والتجار (ت ٢٨٦ هـ)(١).
- وأحمد بن يحيى بن طيب المتطبب الفقيه بقول أهل العراق مات مقتولا بمدينة رقادة (ت ٢٩٧ هـ)(٢).
- وأبو اليسر إبراهيم بن محمد الشيباني البغدادي المعروف بالرياضي صاحب المؤلفات الحسان في فنون من العلم منها كتاب في القرآن سماه "سراج الهدى" (ت ٢٩٨ هـ)(٣).
- وخلف بن معمر بن منصور من الفقهاء العراقيين (ت ٣٠٣ هـ)(٤).
- ومحمد بن موسى التميمي من شيوخ العراقيين (ت ٣٠٧ هـ)(٥).
- وأحمد بن عبد ارحمن اللخمي من الفقهاء العراقيين (ت ٣٠٨ هـ).
- وأحمد بن عبدون بن وهب من العراقيين (ت ٣٠٨ هـ)(٦).
- وأحمد بن مسعود المعروف بـ"دلك"، رحل إلى العراق وجلس إلى داود الظاهري ( ت ٢٧٠ هـ)(٧).
فهؤلاء نحو عشرين شخصية تنحصر وفياتهم بين أواخر العقد التاسع من المائة الثالثة وبين العقد الأول من الرابعة، وقد وقع التنبيه على انتمائهم في الاتجاه الفقهي أو الفكري بوجه عام إلى مذاهب أهل العراق، وذلك معناه كما أسلفنا سيادة تلك المذاهب في الجملة واستئثارها بالسواد الأعظم من العاملين في ركاب الدولة، ومن شأن القراءة والإمامة والتعليم والتوجيه أن تكون تابعة لذلك، ومعنى ذلك أيضا دخول ابن خيرون المقرئ بقراءة نافع إلى وسط علمي درج القراء فيه على قراءة حمزة وحدها، "ولم يكن يقرأ لنافع إلا خواص من الناس"(٨). فكان بذلك رائدها الكبير في افريقية بالقيروان كما سيمر بنا.
(٢) - البيان المغرب ١/١٦١.
(٣) - البيان المغرب ١/١٦٢.
(٤) - نفسه ١/١٧٣.
(٥) - نفسه ١/١٨٣.
(٦) - نفس المصدر والصفحة.
(٧) - رياض النفوس ١/٤٥٤ في ترجمة ابن سحنون.
(٨) - غاية النهاية ٢/٢١٧ ترجمة ٣٣١٤.
ويزكي هذا كما يزيد في بيان المدة التي يمكن أن يكون قد فرغ فيها من تأليفه ما جاء في إحدى نسخه الخطية المحفوظة بدار الكتب الوطنية بتونس"(١) وفي ديباجتها ما يلي "الدرة الصقيلة في شرح أبيات العقيلة تأليف الأستاذ المقرئ المقدس المرحوم أبي بكر بن أبي محمد عبد الغني"، وتاريخ نسخها السابع من شوال المبارك عام ٧٣٦(٢).
فقوله في الديباجة "المقدس المرحوم" وتاريخ نسخه المذكور يدلان على ان مؤلفه كان في هذا التاريخ قد مات رحمه الله.
ولعل شرحه هذا هو ثاني شرح كتب على العقيلة بعد شرح السخاوي عليها ـ كما سيذكره ـ وهذا تعريف موجز به حسب إحدى نسخه الخطية التي وفقت عليها في خزانة خاصة(٣) وقد كتب عليها العنوان هكذا: "الدرة الصقيلة في إثبات شرح العقيلة" تأليف الشيخ المقرئ الضابط المتقن أبي بكر بن الشيخ المرحوم أبي محمد عبد الغني المشتهر باللبيب ـ رحمة الله عليه ـ ورضوانه لديه:
"الحمد لله العظيم السلطان، العميم الإحسان، الواسع الغفران... أما بعد فإن جملة من الطلبة نبضت إلى حفظ العقيلة عروقهم، واومضت إلى تفهم معانيها بروقهم، سألوني شرح مشكلها، وفتح مقفلها، فاعتذرت لهم بقصر باعي، وجمود طباعي، فأرهقوني من أمري عسرا، ولم يوسعوني في شرحها عذرا فأنشدتهم بيتي أبي الحسن القابسي ـ رحمه الله ـ(٤):
لعمر أبيك ما نسب المعلى | إلى كرم وفي الدنيا كريم |
ولكن البلاد إذا اقشعرت | وصوح نبتها رعي الهشيم |
(٢) - كتاب العمر ١/١٦٩ـ١٧٠.
(٣) - أعني خزانة السيد اعوينات أحمد باليوسفية بالرباط جزاه الله خيرا.
(٤) - البيتان كما تقدم لأبي علي البصير (الأعمى) كما في عيون الأخبار لابن قتيبة ١/٣٦ والأمالي لأبي علي القالي ٢/٢٨٧ وليسا للقابسي (ت ٤٠٣).