فمن الرواة عنه ولده محمد بن يحيى، وطريقه عنه هي إحدى أهم الطرق التي روي بها تفسيره في افريقية والأندلس معا(١)، منهم أبو داود أحمد بن موسى العطار (ت ٢١٢ هـ)، وهو أشهر الرواة عنه، ومن طريقه روي عنه التفسير المذكور في إحدى طرقه المشهورة(٢). ومنهم أبو عبد الله إسماعيل بن رباح الجزري (ت ٢١٢ هـ)(٣). وأبو سنان زيد بن سنان (ت ٢٤٤ هـ)(٤)، ومحمد بن قادم(٥)، وأبو الربيع اللحياني(٦)وعبد الله ابن محمد بن علي أبو جعفر الدغشي(٧)، وعون بن يوسف الخزاعي(٨). وسواهم من أعلام القيروان.
ولا شك أن الرواة عن ابن سلام كانوا أوفر عددا مما ذكرنا، نظرا لشهرته ومكانته في العلم وعلو أسانيده في القراءة وغيرها.
وقد دخل افريقية قارئ آخر من مدينة البصرة ومن تلامذة الحسن البصري أيضا، وهو:
٢- عباد بن عبد الصمد أبو معمر البصري(٩)
كان يعد في جملة التابعين على اختلاف في ذلك(١٠)، وذكر أبو العرب أنه كان يروي عن أنس بن مالك وعليه يعتمد، وعن عبد الرحمن بن غنم(١١)"(١٢). قال المالكي في الرياض:
(٢) - ترجمته في معالم الإيمان ٢/١٥٨-١٥٩ وترتيب المدارك ٤/٣٩٥-٣٩٦ وروايته عند ابن خير – فهرسة ٥٧.
(٣) - معالم الإيمان ١/١٤٥ - ورياض النفوس ١/٣٣٣-٣٣٤.
(٤) - معالم الإيمان ١/١/٢٢٣-٢/١٠٨.
(٥) - طبقات علماء افريقية لأبي العرب ١٩٩
(٦) - طبقات علماء افريقية ٢١٠-٢١٢.
(٧) - المصدر نفسه ١٩٦-١٩٧.
(٨) - روايته عنه في رياض النفوس ١/١٩١.
(٩) - ترجم له ابن أبي حاتم في كتاب الجرح والتعديل ٣/٨٢.
(١٠) - رياض النفوس ١/١٣٨ ترجمة ٥٦.
(١١) - هو عبد الرحمن بن غنم الأشعري بعثه عمر بن الخطاب إلى الشام يفقه الناس كما في طبقات ابن سعد ٧/٤٤١.
(١٢) - ذكر بعض روايته عن أنس في طبقات علماء افريقية ص ١١.
وذكره له مسعود جموع السجلماسي في مقدمة "المنهاج"(١).
وقد نقل عنه الإمام ابن غازي في جواب له ذكره أبو عبد الله بن مجبر من تلاميذه في "الطرر على مورد الظمآن" عند ذكر حذف الألف من "وله المنشاأت" في سورة الرحمن فقال: "وقد كتبنا لشيخنا أبي عبد الله بن غازي في ذلك وأجاب بقوله: "اتفقت المصاحف على كتبه بألف واحدة، وقد نص أبو عبد الله الحراز في شرحه للعقيلة وكذا الجعبري في شرحها أيضا على احتمال كون الألف الموجودة صورة الهمزة، زاد الخراز، وتلحق ألف الجمع بالحمراء بعد حذفها على قاعدة الجمع واحتمال كونها ألف الجمع وحذفت صورة الهمزة"(٢).
٦- شرح أبي العباس أحمد بن محمد بن عبد الولي بن جبارة المقدسي (ت ٧٢٨)
ذكره له الذهبي(٣) والسيوطي(٤) والقسطلاني(٥) وحاجي خليفة(٦) والبغدادي(٧) وقال ابن الجزري: "وشرح القصيدتين اللامية والرائية ولكنه للرائية أحسن، وكلاهما حسن مفيد، ولكنه أكثر من الاحتمالات البعيدة"(٨).
٧- شرح العلامة المقرئ الإمام أبي إسحاق إبراهيم بن عمر بن إبراهيم الجعبري (ت ٧٣٢)
(٢) - الطرر المذكورة وقفت عليها في مجموع عتيق في بعض زوايا آسفي، ومنها نسخة بالخزانة الحسنية بالرباط تحت رقم ٦٥١١ (فهرس الخزانة الحسنية ٦/٧٤).
(٣) - معرفة القراء الكبار ٢/٥٩٣ ترجمة ١٨.
(٤) - ذكره له في بغية الوعاة ١/٣٦٤ ترجمة ٧٠٦ ونقل عنه في الإتقان في علوم القرآن ١/١٨٤.
(٥) - لطائف الإشارات ١/٨٩.
(٦) - كشف الظنون٢/١١٥٩.
(٧) - هدية العارفين للبغدادي ١/١٠٧.
(٨) - غاية النهاية ١/١٢٢ ترجمة ٥٦٥.