جمع كتابا في قراءات الخمسة من كل مصر واحد (ت ٢٥٨ هـ)، وكان بعده القاضي إسماعيل بن إسحاق المالكي صاحب قالون(١)، ألف كتابا في القراءات جمع فيه قراءة عشرين إماما، منهم هؤلاء السبعة، (ت ٢٨٢ هـ)،... وكان في أثره أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد أول من اقتصر على قراءات هؤلاء السبعة فقط.."(٢).
وكان ظهور تأليف ابن مجاهد أواخر المائة الثالثة بداية الاستقرار على قراءات السبعة وحدهم، وبداية التراجع في رواية الحروف في الوقت نفسه باجتماع الناس في كل مصر من الأمصار الخمسة على قراءة جامعة غاية ما غدا يسعى إليه جمهورهم التمكن من معرفتها وإتقان أدائها، وهو الطور الثالث الذي نبهنا عليه فيما قدمنا.
وهذا الإمام أبو عمرو الداني في تتبعه لأصحاب الاختيارات في أرجوزته "المنبهة على أسماء القراء والرواة وأصول القراءات" لما بلغ إلى زمن أبي جعفر محمد بن جرير الطبري (ت ٣١٠ هـ) ختم ذكرهم به فقال :
"والطبري صاحب التفسير له اختيار ليس بالشهير
وهو في "جامعة" مذكور... وعند كل صحبه مشهور
فهؤلاء أهل الاختيار... لأحرف القرآن في الأقطار(٣)
بل ان ابن مجاهد نفسه – وهو إمام القراء في بغداد في زمنه ــ قال له رجل من أصحابه: "لم لا يختار الشيخ لنفسه حرفا يحمل عليه؟ فقال: نحن أحوج إلى أن نعمل أنفسنا في حفظ ما مضى عليه أئمتنا، أحوج منا إلى اختيار حرف يقرأ به من بعدنا"(٤).

(١) - سيأتي ذكره في الرواة عنه.
(٢) - النشر لابن الجزري ١/٢٣-٢٤.
(٣) - سيأتي ذكر هذه الأرجوزة في مؤلفات أبي عمرو الداني.
(٤) - نقله الذهبي في ترجمة ابن مجاهد في معرفة القراء الكبار وطبقاتهم على الأمصار ١/٢١٧ الطبقة ٨.

ذكره له بعض الباحثين العراقيين، وقال: "ابتدأ شرحها، ويظهر أنه لم يتمه"(١).
١٧- تحقيقات على شرح العقيلة للعلامة ابن القاصح للشيخ عبد الفتاح السيد عجمي المرصفي
ذكره مؤلفه نفسه في كتابه "هداية القاري إلى تجويد كلام الباري" عند ذكر قائمة مؤلفاته(٢).
١٨-١٩- شرحان وقفت عليهما لا ذكر لمؤلفهما، أحدهما مسجل بخزانة ابن يوسف بمراكش تحت رقم ٥٥٤، ووقفت على ثانيهما في مجموع يشتمل على شرح لتحفة المنافع للفخار وشرح للدرة الجليلة له وكلاهما لسعيد بن سليمان السملالي الكرامي السوسي (ت ٨٨٢)، فالراجح أن يكون الشرح من تأليفه أيضا(٣).
فهذه شروح "عقيلة الأتراب" أولا الشاطبية الصغرى" إحدى مفاخر الإمام الشاطبي رحمه الله.
٣ـ قصيدته السائرة "حرز الأماني ووجه التهاني" أو اللامية أو "القصيدة" او "الشاطبية الكبرى"(٤)
تعتبر هذه القصيدة أهم أعماله العلمية في "الشعر التعليمي" بل أهم قصيدة في علم القراءات على الإطلاق، إذ لم يظهر فيه قبلها ولا بعدها ما يعادلها أو يقاربها هلى كثرة ما ظهر معها في الميدان من قصائد وأراجيز في هذا اللون من النظم.
(١) - كتاب رسم المصحف لغانم قدوري الحمد ١٧٨ الهامش رقم ٩٣.
(٢) - هداية القاري ٦٧٠ـ٦٧١.
(٣) - وقفت عليه في خزانة السيد أحمد اعوينات بقرية اليوسفية بالرباط حفظه الله.
(٤) - وسماها في كشف الظنون" "حرز الأماني ووجه التهاني في القراءات السبع المثاني".


الصفحة التالية
Icon