قراءة الإمام نافع عند المغاربة

وترامت أخبار هذا النشاط مع الزمن على أيدي الرواد الأولين من أصحاب الرحلات العلمية فتزايد الإقبال واتسع حتى لا يكاد المتتبع لأسماء من رحل إلى المدينة للقاء مالك يضبط عددها لكثرتها وتوزعها على الجهات(١).
ونكتفي هنا بذكر ألمع هذه الأسماء:
ـ الغازي بن قيس القرطبي(٢)
ـ سعيد بن عبدوس الطليطلي(٣)
ـ زياد بن عبد الرحمن المعروف بـ"شبطون"(٤)
ـ سعيد بن أبي هند الطليطلي "حكيم الأندلس: كما كان يسميه مالك(٥).
ـ يحيى بن مضر الفقيه القرطبي الشامي الأصل(٦)
ـ قرعوس بن العباس القرطبي(٧).
ـ محمد بن بشير(٨).
ـ طالوت بن عبد الجبار المعافري(٩).
ـ عبد الرحمن بن عبيد الله الأشبوني(١٠).

شيخ القراء في دمشق في زمانه (٥٥٨ـ٦٤٣). ولد بسنا إحدى قرى الناحية الشمالية من مصر، وسمع بالاسكندرية من الحافظ السلفي وجماعة، وقرأ القراءات بمصر على أبي القاسم الشاطبي ولازمه مدة وبه انتفع، ورحل إلى دمشق فقرأ بها القراءات الكثيرة على أبي اليمن الكندي(١) وأخذ عنه النحو واللغة والادب، وقرأ على جماعة من الأئمة.
قال القفطي ـ وهو من معاصريه ـ: "وخرج من مصر واستوطن دمشق، وتصدر بجامعها للإقراء والإفادة فاستفاد الناس منه واخذوا عنه، وصنف في القراءات، وهو مقيم على حالته في الإفادة بدمشق في زماننا هذا وهو سنة ٦٣٢"(٢).
قال الذهبي في تاريخ الإسلام: "قرأ عليه خلق كثير إلى الغاية، ولا أعلم أحدا من القراء في الدنيا أكثر أصحابا منه"(٣).
وعلى العموم فترجمته حافلة، ويمكن الرجوع إليها في المظان، وهو شارح قصيدتي الشاطبي الرائية واللامية بل هو أول من شرحهما، وقد قيل انه المراد بما نسب إلى الشاطبي من قوله عن "اللامية": "يقيض الله لها فتى يشرحها"(٤). وسيأتي ذكر شرحه عليها وهو المسمى بـ"فتح الوصيد"، وتقدم ذكر شرحه للرائية (العقيلة).

---