وأسمي في غيرها مواضع المخطوطات في مثل خزانة ابن يوسف بمراكش والصبيحية بسلا والناصرية بتمكروت والمحجوبية بسوس وأوقاف آسفي بهذه المدينة، إلى جانب الخزائن المشرقية كدار الكتب المصرية وبلدية الأسكندرية وخزانة الجامعة بالمدينة المنورة وغيرها مما حصلت منه مباشرة أو بالواسطة على عدد من المصورات أفدت منها في التعريف والدرس والبحث.
وربما رجعت في أول البحث إلى بعض المؤلفات كـ"التيسير" لأبي عمرو الداني و"الإقناع" لأبي جعفر بن الباذش وغيرهما في المخطوطات، ثم ظهرت مطبوعة فعدلت عن المخطوطات إليها في طبعاتها الجديدة.
وتخففت في أثناء البحث من الإشارة إلى مواضع الآيات أو حروف القراءة في سورها وأرقام آياتها إلا في القليل النادر، وذلك اعتبارا مني لخصوصية الموضوع، إذ لا يكون المهتم به والمتعامل معه في الغالب إلا حافظا للقرآن حفظا كاملا لا يبقى معه محتاجا إلى من يدله على موقع الآية أو الحرف من سورته وموضعها من المصحف الشريف.
كما لم أكثر من تخريج الأحاديث والآثار والشروح اللغوية إلا عندما تستدعي الحاجة شيئا من ذلك فأعلق بالهامش باختصار.
هذا، وإني بعد هذا لأزجي خالص الشكر لكل من ساعدني أو أنجدني في مضايق البحث أو أشار علي فيه برأي أو أسدى إلي فيه نصحا في الجملة، وأبتهل إلى الله جلت قدرته وتعالت كلمته أن يجعل هذا العمل عنده من الباقيات الصالحات، وأن يكتبه لصاحبه في صحائف القربات وديوان الحسنات، وأن يجازي عنه كل من قدم له يدا في الإشراف والإعداد والتوجيه والنشر وغير ذلك مما ارتبط بإنجاز هذا العمل وتيسير بلوغه إلى القراء، كما أسأله سبحانه حسن القبول والمغفرة الشاملة لي ولوالدي ولمن علمني الخير وأعانني عليه ولجميع المسلمين، والله ولي التوفيق.
لا إله غيره، ولا رب سواه.
- د. عبد الهادي حميتو
عنوان البحث:
"قراءة الإمام نافع عند المغاربة
من رواية أبي سعيد ورش"
ولا نعفي الحصري الشاعر من نصيب من الملامة في إثارة الخصوم ضده، فقد كان ذا طبع محرور عبر عنه ابن بسام بقوله: "على أنه فيما بلغني كان ضيق العطن، مشهور اللسن، يتلفت إلى الهجاء، تلفت الظمآن إلى الماء"(١).
ومن هنا كان لا بد أن يغمزه خصومه ومنافسوه، وأن يستخرجوا من ضيق عطنه ما ينفث به تنفيسا عن نفسه وذودا عنها، فكانت له مع ابن الطراوة المالقي أحد أعلام العربية "منافرة ومناقرة"(٢) ومع الشاعر أحمد بن الصندير العراقي الوارد على الأندلس "مناقضات"(٣). وكان له اعتداد بالنفس جعله يلغز لغزه المشهور ـ الآتي ـ في لفظ "سوءات" فيعرض فيه بقراء الغرب كلهم بأسلوب فيه نوع من الإفحاش.
وقد قدر له أن يعيش حتى يشهد مصرع عامة ممدوحيه من ملوك الطوائف وزوال ممالكهم، بما فيهم من أولياء نعمته السالفين من برغواطة على يد أمير المسلمين يوسف بن تاشفين المرابطي.

(١) - الذخيرة القسم ٤ المجلد الأول ٢٤٦.
(٢) - هي عبارة الحافظ السلفي في معجم السفر "كما في المقتطفات المنشورة منه في كتاب "أخبار وتراجم أندلسية مستخرجة من معجم السفر" ٦٣.
(٣) - عبر بذلك ابن بشكوال في ترجمة ابن الصندير في الصلة ١/١٨٧ ترجمة ١٩١.


الصفحة التالية
Icon